تصدر دار كراس المتوحد كتابا قيما عن بدايات الفن التشكيلي الحديث في المغرب، يعود إلى بدايات الرسم الفني الحديث في المغرب مع الرسامين الأوربيين الأولين الذي صوروا مظاهر الأرض والإنسان في المغرب وتكمن أهمية البحث في خوضه في فترة قديمة قلما يحيل عليها مؤرخو التشكيل في المغرب الذي غالبا ما يربطونه ببدايات التغلغل الاستعماري في القرن التاسع… يعود الباحث فرانسوا كليمان إلى القرن 16 و 17 ليؤصل للبدايات الحقيقية لرسم المغرب وليقدم في كتاباته أهم الرسامين ويعرض أهم الرسومات والإعمال المشهورة في هذا الباب.. نقرأ في مقدمة الكتاب”
“بدأ كل شيء في القرن السادس عشر بعد أن وصل إلى المغرب فنانون عايشوا التغييرات التي عرفتها في أوروبا في مجال تمثيل ورسم الواقع، والتي تمثلت في ظهور قماش اللوحة ، واستخدام الصباغة الزيتية ، واعتماد الإطار الذي يحتوي رسوم المحاكاة ، وكذا اللجوء للأبعاد الهندسية وتوقيع الأعمال، دون ذكر المواضيع التي تجاوزت انحصارها في الديني. وتطورت هذه الظاهرة بسرعة كبيرة في جميع المجالات ، بما في ذلك مجال الخرائطيات. وفي هذا الإطار سنشهد ظهور مشاهد مشابهة لتلك التي أنجزها أول الرسامين الأوروبيين الذين جاءوا إلى المغرب ،وهي رسومات من المفروض أنها أسعفت رسامي الخرائط لملئ مساحات الأراضي التي تعوزهم معلوماتها بصور توحي بوجود اختلافات ثقافية ، ستسمى لاحقا بالطابع المحلي”.