لا شك أن التوازن من الأمور الهامة التي يحتاجها الإنسان في حياته ، والتوازن هو الاستقرار والتعادل وهو تحقيق الميزان بين الجوانب الرئيسية والأساسية في الإنسان
(الروح، العقل ، الجسد) من خلال برنامج تدريبي متكامل لتربية وتنمية الجوانب الثلاثة علي أساس رباني ” البرمجة الروحية للعقل والجسد”.
والآمة الإسلامية أمة التوازن، والعبد الرباني السالك لطريق الله عز وجل مطالب بتحقيق التوازن في حياته بين عدة أشياء:
– بين حياته الشخصية وحياته العملية
– بين تنميته لذاته ودعوته للأخرين ، وتنميتهم
– بين الشعائر التعبدية والعبادات العملية
– بين الجد والهزل، وبين الشدة واللين.
– التوازن بين العلم والعمل.
والتوازن بين الجوانب الثلاثة في الإنسان يعني النمو المتوازن المتكامل للجوانب الثلاثة مع بقاء الجانب الروحي هو القائد رباني المصدر الذي يحافظ علي وحدة الجوانب الثلاثة.
ولا يستطيع الإنسان أن يحقق هذه الوحدة إلا اذا أجاب علي ثلاثة أسئلة أساسية:
من أنا؟ وماذا أريد؟ وكيف أحقق ما اريد؟
والإجابة نجدها في كتاب الله عز وجل:
– معرفة سبب الوجود علي وجه الأرض ( واذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) (البقرة 30) (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) (الذاريات:56)
– معرفة كيفية القيام بالمهمة: (قل إن اصلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)
(عمل الإنسان، وأوقاته فيما يرضي الله عز وجل.)
– معرفة القدرات الذاتية والإمكانيات (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) (البقرة: 286)
فكل ميسر لما خلق له، وفقا لإمكانيات وقدرات كل إنسان.
ومن رضي الله عنه أفهمه المهمة وطريقة آدائها علي النحو الذي يرضي الله عز وجل، وليس مجرد معرفة المهمة بل الفهم الجيد لها وكيفية آدائها.
وللمهمة جائزة ألا وهي الجنة والدرجات في الجنة تكون بقدر الإتقان
(المقربين-أصحاب اليمين- الأبرار).
إن معرفة ما يلزمنا لآداء المهمة ضروري:-
1- الاستعانة بعالم أو مرب .. فمن العقوبة غياب المعلم
2- الصحبة ، واخوة الطريق مقدمة علي أخوة النسب إذا كانت تقرب الإنسان من ربه
قال صلي الله عليه وسلم:” المرء علي دين خليله.”
وأهم المعوقات الداخلية : الكبر ، والغفلة وترك الذكر.
واذا استطاع الإنسان أن يحقق التوازن الداخلي بين الجوانب الثلاثة يستطيع أن
يحقق التوازن الخارجي في علاقاته مع سائر المخلوقات في الكون فتوازن الإنسان الخارجي هو انعكاس لتوازنه الداخلي.
وعند ذلك يسير الإنسان علي بصيرة- لآداء رسالته في الحياة – ليكون بين الأحياء ، فهناك الأحياء أموات لأنهم بلا تأثير ولا أثر في الحياة ، وهناك أموات أحياء لتأثيرهم الباقي في الحياة.
ومن أهم العلامات التي تدل علي التوازن:-
1- الثبات والطمأنينة (النفس المطمئنة)
2- آداء الحقوق
3- علامات طيبة متوازنة لا تخضع لهوي
4- الانطلاق إلي الأهداف سريعا
5- أن يصبح السائر في طريق الله متمتعا بالصدق والإخلاص.
والنتائج التي تنتج عن غياب التوازن :
انحدار الفضائل، وانعدام القيم، وغياب الدين والأخلاق يؤدي إلي فقدان التوازن مما يثمر عنه:-
– نمو النفس بغير ضابط شرعي- ترك المهمة واعتزال المجتمع
– نمو العقل بغير ضابط شرعي- الالحاد والفجور
– نمو الجسد بغير ضابط شرعي – تحكم الشهوات الجنسية في سلوك الإنسان.
ولنتذكر دائما:
نفس مؤمنة + عقل مستنير+ جسد منضبط حركيا وسلوكيا = عبدا ربانيا.