كان عشاق الفن السابع المغربي، مساء اليوم الثلاثاء في إحدى القاعات السينمائية بالرباط، على موعد مع العرض ما قبل الأول للفيلم المغربي الجديد “مسعود وسعيدة و سعدان” لمخرجه إبراهيم شكيري، وذلك قبل عرضه في القاعات السينمائية الوطنية ابتداء من 30 يناير الجاري.
وغصت القاعة الرسمية التي احتضنت العرض ما قبل الأول للفيلم المغربي “مسعود وسعيدة وسعدان” بالحضور الذي صفق طويلا على فريق العمل.
فبعد نجاح فيلمه “الطريق إلى كابول” سنة 2012، الذي سجل نجاحا كبيرا على شباك التذاكر، وإنجازه للعديد من الأعمال التلفزيونية، عاد إبراهيم شكيري، لتقديم عمله السينمائي الجديد الذي يحمل طابع الكوميديا الهزلية، ويشارك فيه ثلة من أبرز الوجوه السينمائية والتلفزيونية يتقدمهم الفنان عزيز دادس.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة العرض ما قبل الأول، الذي عرف حضورا إعلاميا غفيرا، عبر الفنان المغربي عزيز داداس عن سعادته بالعمل من جديد مع المخرج إبراهيم شكيري، ومع ثلة من أبرز نجوم السينما المغربية، بعد فيلم “الطريق إلى كابول”، حيث توقع أن يلقى فيلمه الجديد نفس النجاح الجماهيري.
وأكد الممثل الكوميدي أنه على الرغم من الطابع الهزلي للفيلم، إلا أن الفيلم استطاع أن يرصد مجموعة من الظواهر الاجتماعية والرسائل السياسية، من خلال التطرق لقضايا المرأة، والفساد، والتحولات الاجتماعية التي يعيشها المجتمع المغربي بصفة عامة، مضيفا أنه سلط الضوء أيضا على المناظر الطبيعية التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وفي تصريح مماثل، أوضحت المخرجة والموزعة السينمائية إيمان المصباحي أن هذا الفيلم جاء مكملا للأعمال المتميزة للمخرج إبراهيم شكيري، معتبرة أن هذا الفيلم سيشكل رهانا حقيقيا على استقطاب جماهير من جميع الفئات العمرية، باعتباره فيلما للمتعة والكوميديا.
وأبرزت المخرجة المغربية أنه، وعلى الرغم من الطابع الكوميدي للفيلم، إلا أنه يحمل بين طياته رسائل هادفة ومهمة، موضحة أنه يمثل، من جهة أخرى، دليلا سياحيا سيسافر بالمشاهد إلى أماكن مختلفة وساحرة بالجنوب المغربي.
وتدور وقائع الفيلم، الذي تتخلله مشاهد أكشن ممزوجة بالكوميديا السوداء، حول مسعود (عزيز دادس)، الذي يغادر السجن بعد حوالي 15 سنة من الاعتقال، ويقرر العودة إلى الحي الذي نشأ فيه، لكنه سيفاجأ بتغيرات كثيرة لم يكن يتوقعها، باستثناء مقهى كان يرتاده قبل اعتقاله.
وتتوالى الأحداث، قبل أن تطلب منه صديقة قديمة يلتقيها بعد خروجه من السجن (الممثلة راوية) البحث عن ابنتها (سعيدة) الممثلة كليلة بونعيلاتت، التي تركتها بمدينة الداخلة، لدى إحدى قريبتها قبل أن تفقد الاتصال بها.
وبعد رحلة طريفة مليئة بالمغامرات، سلط من خلالها المخرج المغربي الضوء على المشاهد الخلابة والآسرة للأقاليم الجنوبية، يعثر “مسعود” على “سعيدة” التي تعمل مغنية بأحد فنادق المدينة، حيث تقودها الصدفة إلى مفتاح خزينة مليئة بالمال، تعود إلى مافيا خطيرة، لتكون نقطة التحول لأحداث الفيلم، وذلك من خلال لقائها بـ”مسعود” تفقد سعيدة المفتاح الذي يتلقفه قرد يدعى “سعدان” ليصبح رفيق رحلتهما.
ويقوم ببطولة الفيلم (140 دقيقة)، الذي استغرقت مدة تصويره حوالي سنتين، كل من عزيز دادس إلى جانب كليلة بونعيلات، وعمر لطفي، وعبد الرحيم المنياري، وعصام بوعلي وثلة من أبرز الكوميديين المغاربة ضمنهم محمد الخياري، والبشير واكين، وعبد الخالق فهيد، ومحمد باهزاد، وصالح بن صالح، وراوية، ورفيق بوبكر، وكريمة وساط وزهور السليماني وأحمد يرزيز … وآخرون.
والمخرج إبراهيم شكيري من مواليد 1969 بإنزكان، هاجر إلى العاصمة البلجيكية (بروكسيل)، حيث نال دكتوراه في السوسيولوجيا من الجامعة الحرة ببروكسيل، وكانت بدايته في المجال السينمائي عام 1986 بالشريط القصير “أوكتوبيسي”، بعد ذلك أخرج العديد من الأفلام الطويلة ببلجيكا، وتركيا وآسيا، قبل أن ينطلق في مساره السينمائي الناجح بالمغرب.
طنجة الأدبية- و م ع