يَنْتابُني شُعورُ الحَنينْ،
لِبَلَدٍ قَد احْتَضَنَني،
في داخِلِهِ أَيّاماً وسِنينْ.
يَنِتابُني شُعورُ الاِشْتْياقِ،
لِسَمائِهْ،
لِأَرْضِهْ،
لِمائِهْ،
لِهَوائِهْ،
ولِلَيالي شِتائِهْ،
قَبْلَ صَيْفِهْ.
يَنامُ قَلْبي كُلّ يَومٍ،
باكياً مُشْتاقاً،
حَزيناً أَسيرا،ً
غُرْبَةً بارِدَة،
لا روحَ فيها،
ولا حَياة.
وحُبُّهُ يَتَغَلْغَلْ،
في
أَعْماقي ويَكْبُرْ،
كُلّ يَوْمٍ أَكْثَرْ.
فَكَيْفَ لي أن لا أُحِبُّه،
وهُوَ مَلْجئي،
وهُوَ مَسْكَني،
وهُوَ مَسْنَدي،
ولَيْسَ لي سِواه،
وهُوَ الحُضْنُ الدافِئْ،
فَلَطالَما بَيْنَ أَضْلُعِه،
ومِنْ ظُلْمِ الزّمانِ،
حَماني.
هُوَ القِصّةُ
الغَيْرِ مُكْتَمِلَة،
على الطُّرُقات،
وهو كَما الطّيْفُ
في الأحْلامْ.
فَهَلْ
يَعْقِلُ أَنْ يَبْقى فُؤادي،
مُعَلّقاً بَيْنَ المَوْتِ والحَياة؟
وهَلْ يَعْقِلْ،
أَنْ تَتَجَدّد كُلَّ لَيْلَة،
الصُّوَرُ،
المَواقِفْ،
في داخِلي،
والذِّكْرَياتْ؟
فَإلى مَتى؟
هَذا الفِراقُ والهِجْرانُ إلى مَتى؟
وأَنْتَ شَقيقُ الرّوحِ أَنْتَ،
يا نَبَضَ الشّرْيانْ،
يا أَنْتَ
يا بلدي.
بتول الموسى بروكسيل