الرئيسيةفنونمعرض تشكيلي جماعي لفانين مغاربة وأجانب بنكهة إفريقية بالدار البيضاء

معرض تشكيلي جماعي لفانين مغاربة وأجانب بنكهة إفريقية بالدار البيضاء

افتتح، مساء أمس الخميس، برواق “SO ART GALLERY” بمدينة الدار البيضاء، معرض جماعي للفنون التشكيلية، يجمع رسامين مغاربة وأجانب أبدعوا أعمالا مستوحاة من الثقافة ونمط العيش بالقارة الإفريقية.

وعرف افتتاح المعرض، المنظم إلى غاية 14 يناير تحت عنوان “خلفية إفريقية”، (BackGround Africa) ، حضور عدد من الزوار المولعين بهذا النوع من الأعمال الفنية، التي تمكن من اكتشاف مناحي وصور جديدة من ثقافة وحضارة القارة السمراء، بعيدا عن الصور النمطية والأحكام المسبقة.

وبهذا الخصوص، اعتبرت حنيفة الشناوي، من القائمين على تنظيم المعرض، أن الأخير يشكل فرصة لاستكشاف الطاقات الإبداعية لستة فنانين يوحدهم، كما تشهد على ذلك أعمالهم، الهوس نفسه بالتنوع وتعدد التأثيرات في القارة الإفريقية، ويتعلق الأمر بالفنانين ماريون بويهم، وسعيدو ديكو، وإيفانس مبوكوا، وكاري ستيفن، وجاستن دينكوال، ورفائيل أدجيتاي ماين.

وأوضحت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هؤلاء الفنانين يشتغلون على تيمة واحدة تتمثل في الثقافة الإفريقية، بحكم إعجابهم بالقارة السمراء، وغايتهم في ذلك محاربة الصورة السلبية التي ترافق ذوي البشرة السوداء بسبب الاختلاف في اللون والعرق.

وأشارت إلى الفنان جاستن دينكوال، مثلا، الذي اختار في لوحاته تجسيد طبقة ما يعرف ب “الالبينوس”، التي تعتبر مرفوضة في إفريقيا، حيث يتم قتل كل المحسوبين عليها.

وأضافت أن المعرض، الذي يسلط الضوء على فن إفريقيا ويعكس التقارب الثقافي، يكرم أعمال الفنانين الستة، الذين يتحدثون من خلال مجموعة من اللوحات التشكيلية، المعبرة عن أساليب فنية تتنوع بين التصوير الفوتوغرافي، والكولاج، وفن البسيكليجلاس.

وقالت إن هؤلاء الفنانين الستة المعترف بهم دوليا، سيحملون زوار المعرض، طيلة شهر كامل، إلى عالمهم الخاص.

من جهتها، أكدت ماريون بويهم، في تصريح مماثل، أن احتكاكها بشعوب جنوب إفريقيا، من خلال الفترة التي عاشتها رفقة زوجها بمدينة جوهانسبورغ، جعلها تقف، من جهة، على واقع مجتمع ما يزال يعيش تحت نير الميز العنصري بين الجنسين الأبيض والأسود، ومن جهة ثانية على الهشاشة والفقر المستشري في المجتمع الجنوب إفريقي.

وأبرزت أنها استوحت مجمل مضامين لوحاتها من كل هذه العوامل التي استأثرت باهتمامها، معبرة عن إعجابها بالمغرب وتعدديته الثقافية، بقولها “زرت مدينة مراكش وأريافها في وقت سابق، وأثارتني حياة التحرر من القيود التي يتمتع بها الرحل من البربر بالمغرب، وهو ما حاولت أن أعكسه من خلال بعض لوحاتي الفنية”.

وتعتمد هذه الفنانة الألمانية في لوحاتها على اللصق باستعمال أقمشة متنوعة وصور وفوتوغرافية، مستلهمة مواضيعها من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالقارة الإفريقية.

فيما يشتغل رافائيل ادجيتاي، الذي ولد عام 1983 في أكرا بغانا، على القماش الإفريقي، حيث يقوم بالمزج واللصق، إلى جانب اعتماده على مهاراته التي اكتسبها بنفسه، انطلاقا من عمله بمجال الخياطة لأكثر من 10 سنوات، ليخلق أسلوبا يميزه عن غيره من الفنانين، يجمع فيه بين التأثيرات التقليدية لبلده الأصلي، غانا ، وبين الجماليات الحديثة.

أما كاري ستيفن، فإنه يشتغل على تقنية “البيكسيجلاس”، وراكم العديد من التجارب الفنية من خلال تجواله عبر عدة بلدان في العالم، خاصة بأمريكا اللاتينية، وآسيا، وأوروبا، وإفريقيا، بحثا عن مواضيع ملهمة لإبداعاته، قبل أن يستقر بمدينة فلورنسا الإيطالية منذ العام 1998.

فيما يتوحد في فن الصورة كل من جاستن دينكوال، وهو من مواليد 1980، وأقام معارض مختلفة في إفريقيا وعلى الصعيد الدولي، وتم اختياره لجوائز دولية مختلفة، وإيفانس مبوكوا الذي ولد عام 1979 في نيروبي بكينيا، ويعيش ويعمل في باريس، حيث تعتبر هاتان المدينتان المتنوعتان ثقافيا مصدر إلهام لأعماله، إذ يرى أن التصميم والفن “متزامنان” و”يتعايشان” بشكل كامل، فهو لا يستخدم فقط الزخارف لتحسين صوره، وإنما يستعيدها، من خلال تمثل جديد للعلامات والرموز الحديثة.

أما سعيدو ديكو، الذي ولد في بوركينا فاسو عام 1979، فقد تعلم الرسم في سن الخامسة عن طريق جمع ظلال أغنامه على تربة الساحل، وهو ما جعل الظل التيمة المهيمنة على كل أعماله.

وفي عام 2005، شرع في التصوير الفوتوغرافي، وبعد ستة أشهر، وفي أول ظهور له في هذا المجال، قدم أول معرض له في داكار سنة 2006، حيث فاز بجائزة تعتبر هي الأولى في مسيرته الفنية.

و.م.ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *