اختتمت مساء يوم الأحد الماضي 4 نوفمبر 2018 بالجديدة الدورة الثامنة لمهرجان الأيام السينمائية لدكالة والتي انطلقت في الفاتح من نفس الشهر. وقد تميز حفل الاختتام بتكريم الممثل الفنان بنعيسى الجيراري الذي خصص له مدير المهرجان الناقد السينمائي والسيناريست خالد الخضري صحبة فريقه الشاب، استقبالا احتفاليا بموسيقى العيطة الدكالية حيث قام الفنان بنعيسى بدورة شرفية في ساحة مسرح محمد سعيد عفيفي أمام تصفيقات وصيحات معجبيه كما زغاريد معجباته، وتحت رفرفة الرايات المغربية قبل أن يلج القاعة حيث تم تكريمه، مع عرض الفيلم الروائي المغربي الطويل الذي يلعب فيه دور البطولة المطلقة: (جوع كلبك) لهشام العسري والذي يتناول فيه جزءا مهما من السيرة الذاتية لوزير الداخلية الأسبق إدريس البصري.
برنامج حافل وسينما تفتقر إلى الضوء
تميزت الدورة 8 لهذه السنة ببرنامج حافل تم فيه تكريم المخرج الكبير حميد بناني خلال حفل الافتتاح الذي استهل بتنشيط موسيقي راقص لمجموعة “دريمليرز” الجديدية. مع عرض سائر أفلام بناني الروائية طيلة أيام المهرجان على رأسها فيلمه التحفة (وشمة).. ثم (الطفل الشيخ) و(ليالي جهنـــــــــم) ف( صلاة الغائب) الذي صور جزء كبير منه في كل من مدينتي الجديدة وأزمور.. من بطولة عبد الكبير الرگاگنة، السعدية أزگون وحميد باسكيط الذي حضر التظاهرة وأدلى بكلمة شيقة في حق الفنان حميد بناني خلال تكريمه، زيادة على الباحث الدكتور عمر لشگر الذي قدم ورقة مستفيضة حول نفس المُكَرَّم. وقد خصص هذا النشاط السينمائي لكل من الفنانَيْن حميد وبنعيسى لقاءا مفتوحا مع الجمهور في إطار فقرة “ماستر كلاس” كما عرض لهذا الأخير فيلم: (ضربة الراس) وهو لنفس المخرج هشام العسري. إضافة إلى فيلميْ: (أدور) لأحمد بايدو و(رقصة الرتيلاء) لربيع الجوهري.
وكدأبه واعترافا منه بالكفاءات المحيلة، كرّم المهرجان فنانَا موسيقيا منح للفن الموسيقي العصري داخل وخارج مدينة الجديدة، نفسا قويا هو الفنان محمد رضاي، ملحن ومدير المعهد الموسيقي الموصلي. إضافة إلى فنانين محليين رحلا إلى دار البقاء مؤخرا أولهما الممثل المرحوم مصطفى جلبي الذي راكم عددا من المساهمات كممثل ومؤلف ومخرج.. كما كان للمرحوم الجلبي حضور في بعض الأعمال التلفزيونية والسينمائية ضمنها مسلسل:(شوك السدرة) لشفيق السحيمي وفيلم (خربوشة) لحميد الزوغي… وثانيهما الخطاط المبدع الراحل عبد الكريم لبّاط الذي سبق أن اشتغل خطاطا في قسم الجوازات بعمالة الجديدة كما في وزارة الداخلية بالرباط أواسط ثمانينيات القرن الماضي وله مشاركات عدة في معارض الخط والزخرفة محليا ووطنيا.. وتتلمذ على يده العديد من الخطاطين ومهنيي الإشهار بمدينة الجديدة.
ولأول مرة في تاريخ المهرجانات السينمائية الوطنية، تفرد مهرجان “الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة” بتنظيم معرض خاص بالخط العربي شارك فيه خطاطون متميزون من مدينة الجديدة: زهور معناني، عبد القادر بادو، العربي لهلال ثم الخدير بوعيطي. ومن سيدي بنور: عبد العزبز مجيب.. من أكاديمية الفنون التقليدية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء: حنان وادي.. ومن أكاديمية الصهريج للخط العربي والفنون التقليدية بفاس: زكرياء مسلك. إضافة إلى الخطاط المغربي الكبير، الفنان محمد قرماد الذي أطر ندوة ثم ورشة في نفس الموضوع.. زائد ندوة خاصة حول محور المهرجان: “السينما والموسيقى”. وبعد فيلم الاختتام، تمتع ضيوف المهرجان بسهرة موسيقية خاصة بفن العيطة الحصباوية، لمعت وأبدعت فيها الفنانة الشابة الشيخة سهام المسفيوية رفقة مجموعة اولاد الحلوي الجديدية الشعبية.
تحت عنوان: “لا تغلقوا نوافذ الضوء في وجه السينما”، كتب مدير المهرجان خالد الخضري الملقب بنورس البريجة في افتتاحيته بالكاتلوغ:
((ونحن نسجل الهدف الثامن في شباك خريطة المهرجانات السينمائية الوطنية، نعترف أننا بصعوبة فعلنا ذلك.. هذه الصعوبة التي غدت تلازمنا بسبب ضمور الدعم المادي واللوجستيكي الكافي لخلق تظاهرة سينمائية كبرى ومشرفة تليق بعاصمة دكالة التي تشهد وعلى مدار السنة، تظاهرات فنية وفلكلورية ورياضية ومواسم شعبية ومهرجانات موسيقية…عدا السينما التي مازلنا نناضل كي نرسخ وجودها لجنس إبداعي جماهيري ينتظره أبناء المدينة وروادها وإقليم دكالة ككل.. وذلك من خلال مهرجان “الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة”…فإذا كان العارفون بالشأن السينمائي يرددون: “حينما نحب الحياة نذهب إلى السينما”، ها هي السينما تجيئ إليكم، فلا تغلقوا نوافذ الضوء في وجهها)).
طنجة الأدبية