الرئيسيةأخباراستمرار فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بعرض مسرحية “قاع الخابية”

استمرار فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بعرض مسرحية “قاع الخابية”

تستمر فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي لطنجة لليوم الثالث على التوالي ،يوم الأربعاء24 اكتوبر ، و بصالة “،بيكيت” ،”قاع الخابية” ، مسرحية قدمت من طرف كلية الآداب و العلوم الانسانية -الدار البيضاء ، و ذلك على الساعة الرابعة.

من بين ما تم تجسيده ارتباك المغاربة ما بين خياري الحداثة و ارث الماضي ، فهل لهم حقا اختيار حر في ذلك ، ام ان الواقع يفرض نفسه.

واقع حيث الخرافة و الايمان بالشعوذة و القدرات اللاطبيعية ،يغدو حلا متاحا حالما تصير المرأة مجرد رقم في لائحة اختيار ، عندما تصير شيئا غير الانسان ،اقل من الانسان. رفضها المستتر و الملتوي لما ينتظر منها المجتمع رغما عن ارادتها ، هو اخر أسلحتها و اقصى ما تستطيع ، ام انها هكذا علمت و صدقت.

في الاخير ،يبقى وضع المرأة رهينا بها هي ،فهي قبل كل شيء القادرة على قلب الموازين ،فقط عليها ان تخطو نحو ذلك في حزم و ثقة.

مواليا ،و على الساعة السابعة،كان الجمهور على موعد مع عرض “البؤساء” مقدما من طرف جامعة عين شمس – مصر،ب”نيوانجلند.”

واقعهم ان اسماءهم ليست سوى ارقام، و حريتهم لم تكن يوما مطلقة او صريحةالعرض قصة عن المنسيين فوق الارض منسيون رغم حدة صراخهم و صداه.

فهل كانت الحياة يوما امرا يستحق المعاندة و المكابرة ، في حين ان مصائرهم ليست تأخذ سوى منحى نحو الأسوء؟

في ختام العرض،بدت بدايات السعادة مرتبكة، و علامات الامل مبهمة،و لكن بين اندلاع الثورة ، و اعترافات الحب الصادقة ،ثم فك لغز الحياةكانت بداية النهاية المنصفة ،حيث يستعيد الكل اسماءهم كما حرياتهم، حتى و ان كان الثمن غاليا.

بالتأكيد لم تخلوا المسرحية من لمسة فنية مصرية ، فذكاء النص و خفة دمه ابرز ما تميز به العرض.

بعدها ، شهدت صالة “بيكيت” عرض مسرحية “مهمة مستحيلة” من طرف المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير -الدار البيضاء،على الساعة التاسعة مساءا.

يبدو ان اختزال الانسان في مجرد ارقام منطق لم يسلم منه حتى الجند في اسفل السلم .خيار الالتحاق بالجيش ،كان بدافع البحث عن حياة اكثر شرفا و قيمة، ليصبح في ما بعد قبرا لحيوات تهدر في سبيل اهداف فضفاضة،غير واضحة المعالم.

الموضوع الذي تم تجسيده ،يعد جزءاً من واقع العديد من العائلات ، فلم تخلوا الاسر من افراد قضوا اعمارهم في مهمات على الحدود، مخلفين اسرا مفككة و احلاما منتهية.

يبدوا ان دورة تداول السلطة تجعل من القامع مقموعا ثم و في سخرية من المقموع قامعا.

ختاما، يظهر ان الحياة تمضي بينما يظل واقع هؤلاء المستخدمين لأغراض سياسية و عسكرية ثابتا يتأرجح بين الوعي بعبثية وجودهم و الاستسلام قهرا لسلطة اكبر منهم بكثير.

 

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *