تتصل القيم بالسلوك الانساني ، حيث أنها تحكم علي هذا السلوك من حيث الخير والشر، والحق والباطل ، والجمال والقبح ، وان أهم هدف من أهداف التربية الأخلاقية هو الارتقاء بالسلوك الانساني نحو هذه القيم.
إن الصلة الوثيقة بين القيم الأخلاقية والتربية تظهر في رغبة المربي العمل علي تفتح ذهن المتربي للقيم الأخلاقية ، وكلما زادت حساسية المربي نفسه للقيم كان تأثيره علي النشء أقوي.
فالقيم بشكل عام تنتمي الي أنماط السلوك التي يكتسبها الفرد.
ولكن اين نحن من هذه التربية الأخلاقية وقد فقدنا القدوة والحافز والواعظ الذي يجعل لهذه التربية ان تحقق أهدافها الايجابية مما يقود الفرد الي الخير ونبذ الشر ويشعر بمسئوليته نحو الغير.، والتزامه نحو المجتمع.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما معايير هذه التربية الأخلاقية؟
إن المتأمل في علم الاخلاق. يجدأن هذه المعايير ترتكز علي:
أولا: تناسق الوسائل التي تتخذها التربية الاخلاقية مع الغايات الاخلاقية
ثانيا: وجود مراعاة الفروق الفردية حسب السن والاستعدادات
ثالثا: التزام الفرد بالسلوك الأخلاقي حبا في الخير.
رابعا: وجود معايير للسلوك الأخلاقي وهناك اتجاهين الاول: يقاس السلوك الأخلاقي حسب ما يقدم من نفع ونجاح مادي او معنوي. والثاني يجمع بين ظاهر الانسان وباطنه حيث تطغي الإرادة الخيرة علي السلوك الأخلاقي.
لذا يجب علي الانسان ان يسأل نفسه ماذا يريد؟ وكيف يحقق ما يريد ؟ ومدي ارتباط ذلك بسلوكه الاخلاقي والقيم التي يؤمن بها.
احيانا يسلك الانسان كل خطوات التقدم بشكل صحيح ولكن تحدث مشكلة معه حيث لا يحقق ما يريد فتجد السبب ان ما يفعله لا يتمشي مع مبادئه الأخلاقية وكأنه يعيش حالتين من التضارب. وبجب عليه ان يعرف ويتمسك بأن تكون كل خطوة متمشية مع سلوكه الأخلاقي ومبادئه حتي لا يحدث أي خلل.
وتستند التربية الأخلاقية علي أسس متعددة وهي:
1- الأساس العلمي: وهو الأساس الذي يفسر التربية الخلقية تفسيرا طبيعيا علميا معتمدا علي علوم الأحياء ، والتربية، وعلم النفس
2- الأساس الإنساني: وهو الأساس الذي يدرس سلوك الإنسان والمؤشرات التي تواجه هذا السلوك في اتجاه معين، وهو الطبيعة البشرية التي تعتمد علي الإرادة لدي الانسان ، والشعور بالمسئولية الأخلاقية نحو نفسه ونحو الآخرين.
3- الأساس الاعتقادي: وهو الذي يدرس العقيدة ودورها في ميدان التربية الأخلاقية ، وهذا الأساس نابع من الإيمان بالله الواحد الخالق لهذا الكون ومن فيه ، والأوامر والنواهي الالهية في السلوك العام والخاص والذي تحددها العقيدة.
4- الأساس الجزائي: ويعني الجزاء كأساس للقيام بالواجب الأخلاقي مع أن الفضيلة تؤدي بدورها الي السعادة بينما تقود الرذيلة صاحبها الي الشقاء والهلاك ، ويضم هذا الأسلس مجموعة من القوانين الأخلاقية المتحكمة في سلوك الفرد والتي توجه سلوكه بما يكفل الإنسان الفرد بتحقيق سعادته وإرضاء مجتمعه
وترتكز المباديء الأخلاقية علي التركيز حول الذات ثم الانتقال حول المجتمع الشخصي، ثم التركيز حول المجتمع المجرد وأخيرا من النزعة الإجتماعية الي ذاته كشخص في عالم أشخاص.
إاننا في اشد الحاجة لأن نتعلم مباديء التربية الأخلاقية واسسها حتي نحقق النفع لأنفسنا ولغيرنا.
د. ناهـد الخراشي
استشاري تنمية سلوكية بأندية اليونسكو
للحفاظ علي التراث
كاتبة ومحاضرة في العلوم الاجتماعية والانسانية
سعدت بقراءه المقال ما احوجنا في هذا الزمن لنعمل علي التركيز علي تنميه السلوك في النشي كل حسب موقعه تبدا من الأسره ثم في المدرسه الجامعه في المجتمع حتيدتسود القيم الاسلاميه العالم من حيت حب الخير الصدق الخلق الحسن