بدخول الشهر التاسع من السنة الميلادية ينطلق الموسم الدراسي والاجتماعي لسنة جديدة ملأها النشاط والحيوية والدخول المدرسي له معنى واحد لدى الأطفال – خصوصا حديثي العهد بالمدرسة – و الأسر معنى مرتبط أساسا بالتوتر و القلق و التخوف .. كون هذه المحطة الهامة تأتي مباشرة بعد العطلة الصيفية حيث المتعة و الاستجمام ما يكون يسبب صعوبة في التأقلم للطفل و الأسرة مع نظام الدراسة، إضافة إلى ما تعنيه هذه المناسبة للأطفال الذين يخطون أولى خطواتهم نحو هذا العالم الغامض و الواسع المسمى مدرسة، و الذي يختلف كثيرا عن مؤسستي الأسرة و العائلة اللتان لم يعرف سواهما حتى هذه اللحظة.
بداية العام الدراسي الجديد هو إذن مرحلة انتقالية هامة ينبغي التعامل معها بحكمة بالغة و استعداد نفسي وبدني.
استقبال العام الدراسي الجديد يتطلب عدة خطوات منها الاستعداد النفسي لليوم الأول.
غالبا ما يشكل الدخول المدرسي هاجسا لدى الأطفال خصوصا حديثي العهد منهم بالدراسة بالمرافقة والتخفيف من التوترات.
الحوار الهادف
قد يكون لدى الطفل تخوف من الذهاب إلى المدرسة لسبب من الأسباب، فإذا لاحظت أي علامة تدل على هذه الحالة لدى الطفل، فعليك استدراجه عبر آلية الحوار، ليفضفض لك عما يثير مخاوفه،
تدريب الطفل على المواجهة
غالبا ما يجد الطفل نفسه في اليوم الأول مجبرا على الإدلاء بمعلوماته الشخصية أمام زملائه خلال حصة التعارف، و هو الأمر الذي قد يسبب له بعض الإحراج، خصوصا لمن لم يتعودوا على التحدث أمام الغرباء و مواجهتهم. ولتجنيب الطفل هذا الموقف الصعب و المحرج، التدرب على كيفية التعريف بنفسه عندما يطلب منه ذلك.
إشراك الطفل في تحضير مستلزماته الدراسية.
غالبا ما ينفرد الآباء بإعداد المستلزمات الدراسية لأطفالهم، في الوقت الذي يلعب فيه هؤلاء غير مكترثين بهذا الأمر الذي كان من المفترض إشراكهم فيه لتحسيسهم بالمسؤولية تجاهها، ودفعهم للحفاظ عليها.
و هذا الأمر إن تحقق فكثيرا ما نجد المتفوقين أكثر حفاظا على أدواتهم و كتبهم المدرسية.
تنظيم الوقت
كما سبق و أشرت في بداية المقال، يعتبر الدخول المدرسي مرحلة انتقالية من فترة العطلة الصيفية ،حيث لا يهتم أغلبنا بتنظيم الوقت ما دمنا غير مجبرين على ذلك،
إلى مرحلة الدراسة التي تتميز بالتنظيم الدقيق على جميع المستويات. لذلك و حتى لا يجد الطفل صعوبة في التأقلم مع الواقع الجديد، نحاول أن تعيد الأمور إلى نصابها أسبوعا على الأقل قبل بداية العام الدراسي الجديد، و ذلك عن طريق تحديد موعد محدد للنوم و الاستيقاظ و تنظيم الوجبات الغذائية بما يتناسب مع نظام أيام الدراسة.
المراجعة مع الطفل
غالبا ما يفتتح المدرسون السنة الدراسية الجديدة بتقويم تشخيصي للتعرف على المستوى و تحديد ما يتوفر عليه كل واحد من من مكتسبات، و ما يلزم تداركه من نقائص حتى يتمكن من مواكبة المقرر الجديد. لذلك و حتى لا يتعرض الطفل للإحراج أمام زملائه، يستحسن القيام بمراجعة التعلمات الأساس التي اكتسبها خلال السنة الماضية، و لا بأس في تعزيز ذلك ببعض التمارين لإنعاش ذاكرته و جعله واثقا من نفسه.
الاهتمام بالنظافة و الهندام
في بداية كل عام دراسي، تتحول الفصول الدراسية إلى ما يشبه لجان تحكيم مهمتها الأساسية تقييم الاطفال. و بما أن أول شيء يطلع عليه الإنسان حين مواجهته للآخر هو المظهر، و نظرا لكون مكانة الطفل في مجتمع الفصل الدراسي غالبا تحدد منذ الساعات الأولى لانطلاق الدراسة لتصاحبه طيلة العام، فلزاما علينا الاهتمام بنظافة أبنائنا بما يظهرهم بأحسن مظهر و في حدود الاستطاعة، و دون المبالغة .
أمينة بنونة