الرئيسيةإبداعالصورة الفتوغرافية بين الامس واليوم

الصورة الفتوغرافية بين الامس واليوم

بمناسبة الاحتفال بمرور 179 سنة على اختراع التصوير والذي يصادف 19 غشت وهو اليوم العالمي للتصوير، والذي شهد اكتشاف آلة التصوير الفوتوغرافي. استحضر ابي الذي افتخر به الحاج محمد بنونة وبألته الفتوغرافية التي أرخت كل صغيرة وكبيرة في حياتنا قال عنه الدكتور عبد السلام دخان ” الرجل الاصيل الذي وثق للمدينة باعيادها واناسها ، وبافراحها ودروبها ومنحها الخلود ، وجعل الازمنة في حياة الصورة وديمومتها ” اطال الله بعمرك يا ابي …

*كانت للصور معنى ،لا أدري ما الاحساس الذي ينتابني حين أمسك صور الأمس القديمة وأتفحصها وأتمتع بها ،اتذكر كل المراحل التي كانت تقطعها الصورة لتخرج الى الوجود، كان هناك مجهود كبير وراء اخراج تلك اللوحة التي طبعت على ورق التصوير “الكرت” مايزال الى يومنا هذا محافظا على هيبته واناقة لونه وبريقه…لقد كان الجهد مضنيا ورائعا، فالصورة الجماعية تتطلب وضعية الوقوف او الجلوس بالاضافة الى الخلفية وتناغم الأضاءات الجانبية مع الرأسية . وحركة المصور بين شاشة كميرته الخلفية حيث تبدو فيها الصورة معكوسة ومقلوبة وبين الزبون وتجهيزه لفتحة العدسة وحركة ميلان الرأس مع دراسة للوجه إذا كان فيه بعض التشويهات ممكن أن يتلافاها بالأضاءة حسب خبرته مع طلب الأبتسامة استعدادا لالتقاط الصورة واحد اتنين تلاتة تيك تاك .كان واثقا بخبرته من نجاح اللقطة .وبعدها ينتقل إلى عملية تحميض الفيلم السالب في الغرفة المظلمة واظهار الصورة على النيكاتيف وغسلها بمواده وتجفيفها, يجلس وراء طاولته ليعيد بعض الرتوش على النيكاتيف ومن ثم يعود لطباعة الصورة أو تكبيرها حسب الحجم المطلوب على كارت حيث يختار الكارتات المناسب لها وهناك أعداد هائلة من أنواع الكارت البوستال وورق التكبير ودرجات من الأرقام ولكل ماركة أرقامها وكروتها ….. لتخرج لنا لوحة فنية جميلة من بين انامله اما أن تزين جدار غرفة الأستقبال بصورة للجد أو الأب وتجد نسخة منها طريقها الى الالبوم في ارشيف عبارة عن علب وهو على يقين انها ستتحول في يوم ما الى تحف ووثائق تؤرخ للناس لافراحهم وللمدينة في تحولاتها
…. اما اليوم فالصورة نراها من خلال شاشات الموبايل او الكومبيوتر لا حس لها ولاطعم ولا جهد وراءها سوى انها تحولت الى الكترونات وبيكسلات على هذه الشاشة الصغيرة صحيح انها اختصرت المسافة والزمن ولكنها افقدت معني للصورة الشخصية والبورترية وصورة الاستوديو. التي كانت تتطلب يوما او يومين من الانتظار …….
وذات لحظة تكريمه قلت فيه هذه القصيدة الزجلية:

ﻭﺻْﻠﺘﻨﻲ ﺩﻋْﻮﺓ ﻣﻦْ ﺟﻤْﻌﻴَّﺎﺕ ﻣﺪﻧﻴَّﺔ
ﺗْﺼﻔَّﺤْﺘَﺎ ﻭﺑْﺘﺴﻤْﺖ ، ﻫﻲَّ ﻝْ ﺣﻔْﻠﺔ ﺗﻜْﺮﻳﻤﻴَّﺔ
ﻣﺎﻧَﺎ ﻛﺎﺗﺐْ ﻣﺎﻧﺎ ﺷَﺎﻋِﺮْ ، ﺇﻧَّﻤَﺎ ﻣﺘْﺸﺒَّﻊْ ﻭﻃﻨﻴَّﺔ
ﺗﻌْﻠﻴﻢ ﺻْﻮﺍﺑِﻲ ، ﺧْﻠُﻮﻕ ﻭﺗْﺮَﺍﺑِﻲ ، ﻗﺼْﺮﺍﻭﻳَّﺔ
ﻛْﺒﺮﺕ ﻭﺗْﺮﻋْﺮﻋْﺖ ﺣﺎﻣَﻞ ﺁﻟﺔ ﻓُﻮﺗُﻮﻏْﺮﺍﻓﻴَّﺔ
ﺟﺎﻳﻞْ ﺑﻴﻦْ ﺯْﻧَﺎﻗﻲ ﻋْﺘﻴﻘَة ،ﻭَﺩْﺭُﻭﺏ ﻣْﻀِﻴّْﻘﺔ
ﻭْﻋُﺒْﻖ ﺍﻟﺘَّﺎﺭﻳﺦْ ﻣﻨّْﻬﺎ ﻓﺎﻳَﺢْ ، ﺑْﺴَﺎﺗﻦْ ﻭﺧْﻀُﻮﺭﻳَّﺔ
ﻭْﺁﻟْﺘِﻲ ﻋﺴَّﺎﺳَﺔ ، ﺗﻠْﻘَﻂْ ﻭﺗْﻨﻘَّﻂْ ، ﺻُﻮَّر ﺗَﺎﺭﻳﺨﻴَّة
ﻫَﺎﺫﻱ ﻟَﻘْﻄَﺔ ﺷﺎﻋﺮﻳَّﺔ ، ﻭْﻫَﺎﺫﻱ ﻋْﻤَﺎﺭﺓ ﺃﻧْﺪﻟﺴﻴَّﺔ
ﺗﺒْﻘَﺎ ﻟﻠﺬِّﻛْﺮﻯ ﺷَﺎﻫْﺪَﺓ ، ﻉَ ﻟْﺤﻀَﺎﺭﺓ ﻟْﺤﻘِﻴﻘﻴَّﺔ
ﺍﻟﺸّْﺮﻳﻌَﺔ ﻭْﺑﺎﺏْ ﻟْﻮﺍﺩْ ، ﻭَﻟْﻘﻄَّﺎﻧِﻴﻦ ﺣﺘَّﻰ ﻫﻲَّ
ﻣﺎﺑِﻴﻦْ ﺳُﻮﻕْ ﻟَﻐْﺰَﻝْ ﻭﺍﻟﺸّﻄَﺎﻭْﻃِﻴَّﺔ
ﻭْﻓﻨْﺪَﻕ ﺍﻟﺴُّﻠْﻄﺎﻥ ﻭَﻟْﻘِﻴﺴَﺎﺭﻳَّﺔ
ﻭَﺩْﺭُﻭﺏ ﺍﻟﺪِّﻳﻮَﺍﻥْ ، ﻭَﻓْﻨﺎﺩْﻗُﻮ ﺍﻷَﺛﺮﻳَّﺔ
ﻧْﺮﺍﺑَﻊْ ﻭﻧْﺠُﻮﻝْ ، ﺻْﺒَﺎﺡْ ﻭَﻋْﺸﻴَّﺔ
ﻗَﻨْﻄْﺮﺓْ ﻟْﻜَﺮْﻣﺔ ﻭْﺗُﺤْﻔَﺘْﻬﺎ ﻟْﻬﻨْﺪﺳﻴِّﺔ
ﻓﻴَﻀَﺎﻥْ ﺍﻟﻠُّﻮﻛُﻮﺱْ ﻭْﺑُﺮﺝْ ﺍﻟﺴَّﺎﻋﺔ ﺣَﺪﻳﻘَﺔ ﺍﻟﺴَّﻼَﻡ ،
ﻭﺍﻟﺴِّﻴﻨِﻤﺎ ﺍﻟﻄَّﺒِﻴﻌﻴَّﺔ
ﻣَﺴْﺮﺡ ﺑِّﻴﺮِﻳﺲْ ﮔﺎﻟْﺪُﻭﺱْ ، ﻭﺳْﻄُﻮﺭِﻳَّﺎ
ﺷْﺠَﺮْ ﺍﻟﺘُّﻮﺕْ ، ﻭَﺭْﻭﺍﻳَﺢْ ﻣﺴْﻚ ﺍﻟﻠِّﻴﻞْ
ﻣﻦْ ﻣُﻮﻻﻱْ ﻋْﻠﻲ ﺑُﻮﻏَﺎﻟﺐْ ﻟْﺴَﻜْﺮِﻳﻨْﻴَﺎ
ﺳُﻮﻕْ ﺳِﻴﺪﻱ ﻣَﺮْﺯُﻭﻕْ ، ﻭﻟْﻌﻄَّﺎﺭِﻳﻦ
ﺩَﺍﺭ ﺍﻟﺪّْﺑَﻎْ ﻭﺍﻟﻨِّﻴَّﺎﺭِﻳﻦْ ، ﻓَﻨْﺪَﻕْ ﻟَﺤْﺒُﻮﺱْ
ﻑَ ﻟْﻘﺸَّﺎﺷِﻴﻦْ ، ﻭﺍﻟﺼِّﻨَﺎﻋَﺔ ﺍﻟﺘَّﻘْﻠِﻴﺪِﻳَّﺔ
ﺳَﺎﺣَﺔ ﻟَﻤْﺮِﻳﻨَﺔ ، ﻭْﻓﻦّْ ﻟْﺤَﻠْﻘﺔ ،
ﻋْﻴُﻮﻁْ ﻭْﻓُﺮﺟَﺔ ، ﺃﺯَﻟﻴَّﺎﺕ ﻭَﺣْﻜَﺎﻳَﺎﺕْ ﻣﺮْﻭﻳَّﺔ
ﻝْ ﺃَﻣْﻦ ﺳَﺎﻳِﺪْ ، ﻭَﻝْ ﺃَﻣَﺎﻥْ ، ﻭﺍﻟﻨَّﺎﺱْ ﻣﺘْﻌَﺎﻳْﺸَﺔ ،
ﺇﺳْﻼَﻡْ ، ﻳْﻬُﻮﺩْ ، ﻭْﻧﺼْﺮﺍﻧِﻴَّﺔ
ﺗَﺤْﺖ ﺳْﻤﺎ ﻭَﺣْﺪَﺓ ، ﻑَ ﻣْﺪِﻳﻨَﺔ ﻋﺎﺷَﺖْ ﻣْﺠَﺎﻫْﺪَﺓ
ﻣْﻬﻤْﺸَﺔ ﻭْﺻَﺎﻣْﺪﺓ ، ﻣْﻜَﺎﺑْﺮﺓ ﻣْﻌَﺎﻧْﺪﺓ ،
ﺻُﻮَّﺭْﻫَﺎ ﺗَﺎﺭِﻳﺦْ ﺷﺎﻫَﺪْ ﺧْﺴَﺎﺭﺓ ﻟْﻴُﻮﻡ ﺿْﺤﺎﺕْ ﻣﻨْﺴﻴَّﺔ
ﻣْﺪﻳﻨَﺔ ﺍﻟﺼَّﺎﻟْﺤِﻴﻦ ﻭُﻝْ ﺃَﻭْﻟﻴَّﺎ
ﻣْﺪﻳﻨَﺔ ﻋَﺎﻳْﺸَﺔ ﻋُﺮْﻳﺎﻧَﺔ ﺍﻟﺮَّﺍﺱ
ْ ﻭْﻻﻟَّﺔ ﺑﻨْﺖ ﺍﺣْﻤﺪ ﺍﻟﺠّْﺒﺎﺭﻳَّﺔ
ﻣْﺪﻳﻨَﺔ ﺑُﻮ ﻟﻤْﺤﺎﺳَﻦ ﻭَﻟْﻤَﺠْﺬُﻭﺏْ
ﻭْﺳِﻴﺪﻱ ﻗَﺎﺳَﻢ ﺑُﻮﻋَﺴْﺮﻳَّﺔ
ﻣْﺪﻳﻨَﺔ ﺍﻟﺸُّﺮْﻓﺎ ﻭْﻟﻤْﻌَﺮْﻓَﺔ ﻣْﺪﻳﻨَﺔْ ﻟْﻌﻠْﻢ ﻭﻟْﻌَﺒْﻘَﺮﻳَّﺔ
ﻣْﺪﻳﻨَﺔ ﻓَﺎﻃْﻤﺔ ﻝْ ﺃَﻧْﺪﻟُﺴﻴِّﺔ
ﺁﺵْ ﺗْﻘُﻮﻟُﻮﻝَ ﻟْﺨﻤَّﺎﺭ ﻭْﻋَﺎﻣِﺮْ ؟
ﺍﻟﻠِّﻲ ﺧَﻠْﺼُﻮ ﺏْ ﻛُﻞّْ ﺟِﺪِّﻳﺔ ؟
ﻓﺮَّﻃْﻨﺎ ﻑْ ﺗُﺤَﻔْﻜُﻮﻡْ ﻟْﻔﻨِّﻴﺔ ؟
ﺧَﺬْﻟُﻮﻫَﺎ ﻟْﻤﺴْﺆُﻭﻟِﻴﻦ ﺧَﺬْﻟﺘْﻬﺎ ﻟْﺒَﻠﺪِﻳَّﺔ
ﺣَﺪِﻳﻘَﺔْ ﺍﻟﺴَّﻼَﻡْ ، ﺭَﺟْﻌُﻮﻫَﺎ ﺃﺳْﻤَﻨْﺘﻴَّﺔ
ﺑﺎﺏْ ﻟْﻌﺎﺭْ ، ﻭْﻧَﺎﻓُﻮﺭﺓ ﻟْﻤَﺮْﺱ ﻟْﺒﻬِﻴَّﺔ
ﻭْﺻُﻮﻣْﻌَﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﺣْﻤَﺪ ﺍﻟﺴُّﺪﺍﺳِﻴّة
ﺁﺵْ ﻭْﺁﺵْ ﺗْﻘُﻮﻟُﻮ ﻝَ ﻝْ ﺃﺟْﻴَﺎﻝ ﺍﻟﺠَّﺎﻳَّﺔ ؟
ﻣﺎﻧَﺎ ﻛﺎﺗﺐْ ﻣﺎﻧﺎ ﺷَﺎﻋِﺮْ
ﻟَﻜِﻦْ ﺃﺭَّﺧْﺖْ ﺏْ ﺁﻟَﺔ ﻛْﻼَﺳِﻴﻜِﻴَّﺔ
ﺗَﺎﺭِﻳﺦْ ﺗْﻠَﻤْﺴُﻮ ﻟَﻌْﻴُﻮﻥْ ،
ﻳﺸْﻬَﺪ ﺭﺏّْ ﻟْﻜُﻮﻥْ أﻧِّﻲ ﻣَﺎﺭَﺍﻳﺪ لاْ ﺷُﻬْﺮﺓ ﻭْﻻَﺟَﺎﻩ
ﻳَﻜْﻔِﻴﻨِﻲرضاه والى غيبث تترحمو علية

أمينة بنونة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *