ناقشت الباحثة الجزائريّة نجلاء كبوية رسالتها الماستر الخاصّة بها في الأدب العربيّ الحديث في قسم اللغة والأدب العربيّ في جامعة 20 أوت 1955 في سكيكدة في الجزائر ،ورسالتها تحمل عنوان ” تجليّات البطل في المجموعة القصصيّة”حدث ذات جدار” للكاتبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة د. سناء الالشعلان.
وقد تكوّنت لجنة مناقشة رسالة الماستر من كلّ من:الأستاذ الدكتور وليد بو عديلة رئيساً للجنة المناقشة،والدكتور هشام لعور مشرفاً ومقرراً،والدكتور أحسن دواس ممتحناً.
وانطلقت الباحثة نجلاء كوية في رسالتها الماستر من أنّ الأديبة د.سناء الالشعلان قد اهتمّت بالقضية الفلسطينيّة في مجموعتها القصصيّة “حدث ذات جدار”. وجسدت من خلالها معاناة الفلسطينيين اليوميّة وتضحياتهم التي تصنع منهم أبطالاً في مواجهة الجدار والاحتلال.وقد تنوّع أبطالها بتنوع شخصياتها، وتنوع الظّروف التي واجهتهم.وبعض أبطالها مأزومون بسبب الواقع الصّعب الذي يعيشونه،ويسعون للتغلّب عليه،وهم في صراع دائم معه. قد يهزم أبطالها،ولكنّهم لا يستسلمون،ويبعثون من رماد الموت كطائر الفينيق.
وقد تضمّنت الرّسالة بعد المقدمة مدخلاً نعرض فيه مفهوم كلّ من البطولة والبطل في الأدب العربي،ثم تعريف بالمقاومة والعلاقة بين البطل والمقاومة، وبعد ذلك تمّ تقسيم الدّراسة إلى فصلين:الفصل الأول مهما احتوى على فصل نظري يتناول نشأة القصة الفلسطينية ومراحلها إضافة إلى مظاهر البطولة في القصص الفلسطينية بصفة عامة. أمّا الفصل الثاني،فهو فصل تطبيقي نقرأ فيه نماذج مختارة من قصص المجموعة القصصية “حدث ذات جدار”، قراءة موضوعاتية مثل: وبكى الجدار، المقبرة، حالة أمومة، الصديق السري، من أطفأ الشمعة الأخيرة؟!.
ثم تأتي الخاتمة التي بلورت فيها الباحثة أهمّ الملاحظات والنتائج التي تولدت عن دراسة حضور البطل في المجموعة القصصيّة،وهي:
* تطرقت المبدعة في مجموعتها القصصية حدث ذات جدار إلى مختلف القضايا التي يحيها الفرد الفلسطيني بالخصوص ما يعانيه من ويلات الكيان الصهيوني خاصة وبعد استزراعه لذلك الجدار الفاصل من أجل قهر الفرد الإنسان الفلسطيني وتكبيل حرياته.
* يعدّ البطل في قصص سناء الشعلان فرداً يطرح همومه وهموم مجتمعه لأن ذاتيته تذوب في أحضان مجتمعه، وذلك من خلال القضايا التي يطرحها بحيث تكون مستنبطة من رحم واقعة الاجتماعي.
* يلتزم البطل في المجموعة القصصية بقضيته الوطنية كما يتحلى بكل صفات التضحية والشجاعة والمقاومة مصورا في كل مرة الهزائم التي يلحقها بأعدائه على سور ذلك الجدار العازل، فرسم القاصة شخصية أبطالها جاء متناسبا مع الظروف التي يخوضها أبناء الفلسطينيين من أجل تحرير أرضهم وكسر جبروت ذلك الجدار الفاصل الذي بناه المستدمر الصهيوني رغبة منه في زرع الكراهية وتشتيت الفلسطينيين.
* معظم قصص سناء الشعلان تدور حول شخصية رئيسية واحدة أو اثنتين فقط جسدت من خلالها مظاهر البطولة والمقاومة الفلسطينية.
* استخدمت سناء الشعلان لغة بسيطة بعيدة عن التعقيد وعن العامية.
* استنبطت الكاتبة من نهر الأساطير وجسدتها في مجموعتها القصصية برؤيا بطولية معبرة عن بطولة الفرد الفلسطيني بصفة خاصة ومجتمعة ككل بصفة عامة مصورة التحام المجتمع الفلسطيني نحو تحقيق الاستقلال بكل ما يحمله البطل الفلسطيني المقاوم من صفات الصمود والتحدي لتغيير الواقع المعيش.
* معظم أبطال المجموعة القصصية أبطالا مأزومون وذلك نتيجة للظروف القاسية التي يعاني منها الفلسطينيين إضافة إلا أن البطل الفلسطيني من أرض الاحتلال والحصار والسجن والأسر.
* تعددت صور البطولة عند سناء الشعلان في مجموعتها القصصية حدث ذات جدار من بطل (أسطوري، مأزوم، مغترب، عادي)، مجسدة معاناة الإنسان العربي الفلسطيني بايجابياته وسلبياته اتجاه موقف معين؛ كموقفه من المستدمر الصهيوني الإسرائيلي.
طنجة الأدبية