غادرنا في صمت منذ أيام قليلة ، ولم تشر منابرنا الإعلامية إلى تاريخ وفاته بالضبط ، باستثناء موقع تطوان بلوس الإخباري الذي أورد خبر الوفاة يوم الأحد 29 يوليوز 2018 ليلا . فيما يلي ورقة تعرف به وبجانب من مساره الفني والجمعوي :
يعتبر الراحل أحمد قاسم ، المزداد بضواحي شفشاون يوم 24 يونيو 1942 والمتوفى بطنجة مؤخرا ، رائدا من رواد المسرح والسينما والعمل الجمعوي بطنجة ومنطقة شمال المغرب عموما ، حيث أسس وترأس سنة 1958 فرقة ” نجوم الإستعداد للمسرح ” داخل مركز الكشفية الحسنية بتطوان ، كما ساهم سنة 1963 في تأسيس جمعية الشباب المسرحي بنفس المدينة ، وأسس سنة 1968 فرقة مارون النقاش للعمل المسرحي بجبل طارق . هذا بالإضافة إلى تأسيسه بطنجة لجمعية بن خلدون للمسرح والثقافة سنة 1972 وجمعية نادي الشمال للمسرح والسينما سنة 1973 وفرع النقابة المغربية لمحترفي المسرح بجهة طنجة – تطوان واتحاد المسرحيين والسينمائيين بطنجة سنة 1993 …
يذكر أن الراحل أكدي استفاد سنتي 1969 و 1971 بتلفزيون جبل طارق من تدريب في التصوير والمونتاج ومارس كتابة السيناريو والإخراج ، ومن أفلامه المتوسطة الطول نذكر : ” أنشطة عمالنا بجبل طارق ” (1969) ، وثائقي بالألوان مدته 35 دقيقة ، ” الخطاؤون الأربعة ” (1970) ، روائي بالألوان مدته 40 دقيقة ، ” عثمان ” (1975) ، روائي بالألوان مدته 40 دقيقة …
وبعد استقراره بالمغرب سنة 1979 أسس بطنجة ” الشركة العربية للأعمال السينمائية ” وأنتج من خلالها مجموعة من الأعمال الفنية من بينها : ” طنجة في صور ” (1979) ، وثائقي بالألوان مدته 40 دقيقة ، ” مأساة 40.000 ” (1982) ، روائي طويل عن طرد المغاربة من الجزائر في منتصف السبعينات من القرن العشرين ومصادرة ممتلكاتهم ، ” ما نثرته الرياح ” (1984) ، روائي طويل حول ترويج الكوكايين بالمغرب ، ” الصخرة ” (1989) ، وثائقي بالألوان مدته 30 دقيقة … هذا زيادة على كتابته وإخراجه لأربعة أفلام تلفزيونية روائية طويلة ومجموعة من الروبورتاجات (400 منها صورها على امتداد 17 سنة لفائدة أرشيف عمالة طنجة ) وأفلام الفيديو ومسلسل تلفزيوني في ست حلقات بعنوان ” حمدون الحكيم ” (1995) لم يتم بثه لحد الآن …
كما اشتغل مصورا مع البعثة التلفزية للقناة الأولى الإسبانية بالمغرب لمدة ثلاث سنوات ، وقدم خدمات للشركات الأجنبية التي صورت أفلامها بالمغرب (فيلم ” شاي بالصحراء ” من إخراج بيرناردو بيرطولوتشي نموذجا) ، وشارك كممثل أو تقني في العديد من الأفلام المغربية والأجنبية المصورة بشمال المغرب ، وأطر أجيال من هواة السينما والمسرح على امتداد أربعة عقود من الزمان …
لم تقتصر أنشطة الراحل الفنية على المسرح والسينما والتلفزيون والعمل الجمعوي بل درس الموسيقى أيضا لمدة أربع سنوات بمعهد تطوان (العود والكمان والصولفيج) ، واشتغل موسيقيا في عدد من الأجواق . وعلى المستوى الجمعوي اضطلع بمهمة الكاتب العام المساعد بالإتحاد الإقليمي لمسرح الهواة ، وقضى ما لا يقل عن عقد من الزمان عضوا بمكتب الجمعية الثقافية للسياحة والسلام الأخضر بمدينة المضيق ، كما أسس جمعية التاجر القروي بعين الحصن وانتخب كاتبا عاما لها ، وساهم في السنوات الأخيرة في تأسيس مجموعة من الجمعيات نذكر منها : الشبكة الإنسانية العالمية بطنجة وجمعية إقرأ للتربية ومحو الأمية .وغيرهما ..
تم تكريمه سنة 2015 بطنجة في حفل افتتاح الدورة الثامنة لمهرجانها الدولي للفيلم ، باعتباره مديرا فنيا له منذ لحظة التأسيس ، وذلك نظرا للمجهودات الجبارة التي بذلها في تطوير المهرجان وتأطير الشباب وفي انفتاح أطر وأعضاء جمعية النور ، الجهة المنظمة للمهرجان ، على السينما وعوالمها . كما سبق تكريمه أيضا بطنجة سنة 2014 على هامش تنظيم مهرجان ” بصمات ” للفنون الثقافية .
رحم الله الأستاذ أحمد قاسم أكدي ، وألهم ذويه وأصدقاءه وتلامذته الصبر الجميل ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
أحمد سيجلماسي