في إطار الأنشطة الثقافية لمهرجان السينما والمدينة ، في نسخته الأولى من 21 إلى 25 يوليوز 2018 ، يلقي الأستاذ محمد كلاوي محاضرة بعنوان ” في علاقة السينما بالمدينة ، الدار البيضاء نموذجا” ، وذلك يوم الإثنين 23 يوليوز الجاري ابتداء من العاشرة صباحا بمقر مجلس جهة الدار البيضاء – سطات .
فيما يلي الأرضية الفكرية لهذه المحاضرة الثانية من محاضرات المهرجان :
السينما هي نتاج للحداثة التي ترمز بدورها الى الحاضرة/المدينة، وكل ما تفترضه عمرانيا من تنظيم هندسي يميزها عن القرية/البادية. وهذا التنظيم الهندسي الخاص يحدد مجال الصورة الفيلمية وفق التأطير الذي أراده صاحب الفيلم، والتأطير كما نعلم هو أحد أركان التعبير السينمائي الذي أعطته السينما شكلا ومضمونا جعلا منها نافذة على العالم كما يصفها بعض المختصين .
في هذا السياق، يصبح من الطبيعي أن يرتبط تطور السينما بتطور المدينة حيث أن حجم التأثيرات الحداثية في جل ميادين العلم والمعرفة أدى إلى التزايد الديموغرافي الذي تمخض عنه ظهور المدينة العملاقة أو “المتروبول”، وهو الأمر الذي وسع إشكالات كيفية تناول تيمة المدينة في السينما.
فسينما الخيال العلمي تجد جذورها في ضخامة هذه المدينة التي تتجاوز حدود الطاقة البشرية على احتوائها، نظرا لاستحالة تحقق الوقائع والأحداث التي تدور فيها حكاية الفيلم، على الأقل إلى حدود زمن إنجازه . كذلك الشأن فيما يخص سينما الرعب حيث يصعب تحكم المتلقي كما الضحايا في مكامن الشر القادم .
وقد تباينت اختيارات المبدعين السينمائيين بين من جعل من فضاء المدينة مجرد ديكور لتأثيث المشاهد واللقطات وبين من أحلها،لأسباب جمالية أو ذاتية، مركزا محوريا في صلب العملية الإخراجية .
سأحاول من خلال هذه المساهمة استجلاء أهم الملامح، التي استقيتها أساسا من ذاكرتي البصرية لبعض الأفلام التي تناولت مدينة الدار البيضاء كتيمة مركزية في بنية الحكي الفيلمي، دونما اعتبار كبير لقيمتها الفنية والجمالية.
يذكر أن المحاضر الأستاذ محمد كلاوي ، بالإضافة إلى كونه باحثا وأستاذا للعلوم السياسية بكلية الحقوق بالدار البيضاء ، فقد كان له ارتباط بحركة الأندية السينمائية بالمغرب ومارس الكتابة النقدية السينمائية في منابر صحافية عدة من بينها جريدة ” الإتحاد الإشتراكي ” ومجلة ” دراسات سينمائية ” ، التي كان عضوا في هيأة تحريرها وهي المجلة التي أصدرت منها ” الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب ” 13 عددا منذ سنة 1985 ، ومجلتي ” رؤية ” (لصاحبها إدريس اشويكة) و” سينما ” (لجمعية نقاد السينما بالمغرب) اللتان ساهم في انطلاقتهما …
ترأس ” جمعية نقاد السينما بالمغرب ” سنة 2009 ، وهي السنة التي انتقل فيها من عضو في لجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني إلى رئيس لها ، كما كان عضوا في الهيأة العليا للسمعي البصري .
للدكتور محمد كلاوي مجموعة من الإصدارات في مجالات العلوم السياسية والقانونية ، إلى جانب العديد من المقالات السينمائية بالفرنسية والعربية جمع بعضها في كتاب بالفرنسية تحت عنوان ” النقد المتعدد ” .
تجدر الإشارة إلى أن البرنامج العام لمهرجان السينما والمدينة ، المنظم من طرف مجلس جهة الدار البيضاء – سطات بشراكة مع وزارة الثقافة والإتصال تحت إشراف الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب ، يتضمن ، بالإضافة إلى هذه المحاضرة ، محاضرتين أخريتين ومسابقة جهوية للأفلام القصيرة وفقرات أخرى غنية ومتنوعة ، سيعلن عن تفاصيلها قريبا ، من بينها مسابقة دولية للأفلام الطويلة يترأس لجنة تحكيمها الدكتور حسن الصميلي وعروض أفلام مختلفة داخل وخارج المسابقات الرسمية وورشات تكوينية وتكريمات …
عن إدارة المهرجان : أ. س.