هو يومٌ تمّ تخصيصه لتكريم الآباء والاحتفال بهم حول العالم؛ تقديراً لهم على تفانيهم لعائلاتهم وأبنائهم، وقد اشتهر يوم الأب في الدّول الغربيّة. وكلّ دولةٍ لها احتفال وطابعٍ خاصّ يميزه ، وعيد الأب في الدّول العربيّة والإسلاميّة ما زال دخيلاً جديداً، وتحتفل به أقليّة، والبعض الآخر ،تبنّوا الفكرة لتخصيص يوم الاب ولم يتم الإجماع على تاريخ موّحد لعيد الأب لا في الدّول العربيّة ولا الغربيّة وكل دولةٍ تنفرد بتاريخٍ خاصٍ بها. أما أصول عيد الأب تكثر حوله الأقاويل ، ويُقال إنّ له أصولاً قديمة أكثر من أربعمئة عام ترتبط بالكاثولوكيين، ويُقال إنّ له أصولاً بابليّة مرتبطة بشابٍ كتب تهنئة وشكراً وعبارات تقدير لأبيه على لوحٍ تمّ صنعه من الطّين، وقدّمه له كهدية، وكانت أول هدية تُقدم للأب ويُدعى (الميسو) وهو شاب كلداني، وفي روايةٍ أخرى يُقال إنّ (سونورا لويس سمارت) فتاة أحبّت أنّ تُكرّم والدها وتهنّئه بعد أن سمعت مواعظ تمّ إلقاؤها بعيد الأمّ، فتذكّرت والدتها المتوفيّة وجهود أبيها اتجاه عائلته، فكان قد ربّى أطفاله الصّغار السّتة، ونظراً لتفاني الأب مع عائلته وتعزيزاً لتكريم (سونورا) لأبيها تمّ تحديد اليوم التّاسع عشر من يونيو يوماً رسميّاً لمدينة سبوكان. ونحن كمسلمين لا نحتاج لعيد لنكرم ونحتفل بالأب بل إن وجود الأب في حياتنا يحول كل يوم لعيد ، والمسلمين أولى الناس بتكريم الأب حيث وصانا الله سبحانه وتعالى في ديننا الكريم ببرالوالدين ، والإعتناء بهما إذ قال سبحانه وتعالى : ” ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا” صدق الله العظيم . وحث الإسلام على طاعة الوالدين والإحسان إليهما. ونهى عن سوء معاملتهما، وقد جاء الحث على طاعة الأب في آيات القرآن الكريم، وما جسده الأنبياء والرسل من أمثلة على حسن معاملة الأب، وكان سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل قد شكلوا قدوة حسنة في طاعة الأب، حيث امتثل إسماعيل لأوامر والده إبراهيم، وقبل أن يقوم والده بذبحه بأمر من الله ومن ثم جاء الأمر الإلهي بذبح كبش فدية بدلاً من إسماعيل. وكان والد سيدنا إبراهيم عليه السلام من قادة صناع الأصنام والكفرة، إلا أن سيدناّ إبراهيم تأدّب معه في الحوار، وكان يحرص على هداية والده إلى دين الحق. وغيرها من الأمثلة في عهد الصحابة رضي الله عنهم، كما حث الأسلام التواصل على معاملته معاملة حسنة، وخاصة في مرحلة الشيخوخة، بحيث يجب على الأبناء توفير احتياجات الأب اللازمة، ورعايته وبره والبقاء على تواصل حقيقي معه. والاحتفال بيوم الأب تم تناقلها كعادة بين البلدان الأخرى. وفضل الأب لا يقتصر في تحديد يوم للأب على تهنئة آبائنا وإلقاء التّحية عليهم فالأب هو عطاءٌ لا ينفد، وحنانٌ دائم رغم قسوة الأيّام وصعوبتها، فكم من الآباء أناروا طريق أبنائهم، ووضعوا حكمتهم وخبرتهم بين أيديهم ليستمدوا منها ما يفيدهم في كل ما يواجههم من عثرات الحياة، زيّنوا دروبهم بالحكمة والأمل وأعطوا من أنفسهم وروحهم دون حساب ٍ ودون مقابل. فكلمة شكر نوجّهها لهم وبر وإحسان لن توفي حقهم علينا، فلنقدّم لهم كلّ ما هو جميل وكل ما يشعرهم بالسّعادة لنسمع أرقى الدّعوات ونفوز بالجّنان. “فهنيئا لكل الآباء بيومهم العالمي “.
أمينة بنونة