نظمت الجمعية الإسلامية للثقافة والتنمية الإجتماعية فعاليات الملتقى الثاني للقرآن الكريم الذي دأبت على تنظيمه خلال شهر رمضان من كل سنة ، وذلك يومي السبت و الأحد 02 -03 يونيو 2018 بدار الثقافة بالقصر الكبير افتتحت فعاليات اليوم الأول للملتقى الذي اطلق على دورته الحالية إسم الأستاذة حفيظة المجول، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وترديد النشيد الوطني ، تلتها كلمة الجمعية قدمها الأمين العام محمد الزياتي، مرحبا من خلالها بالحضور الكريم ومؤكدا في كلمته على أهمية القرآن في حياة الإنسان ،واختتمها بالتنويه بعمل الاخوات في الجمعية ودورهن في تحفيظ القرآن الكريم في صفوف النساء المدرب المعتمد في التنمية البشرية و العلاقات الأسرية و الإستشاري الأسري في قناة MFM أيوب السليماني ،قدم مداخلة بعنوان كيف ننتفع بالقرآن الكريم : بالعقل تدبرا و بالقلب تأثرا و بالسلوك تغيرا تطرق خلالها الى التعريف بمفهوم القيم باعتبارها موجهة و محددة للسلوك ، والفرق بينها و بين مفاهيم الأخلاق ، المبادئ ، الحاجات … مؤكدا في مداخلته على ضرورة الإنسجام بين مكونات الشخصية الثلاث وهي المعرفة و الوجدان والسلوك. وتخلل الحفل عرض شريط لمسجد سيدي الهزميري بمشاركة الأستاذ محمد اخريف مؤرخ المدينة ، و عرض شريط تعريفي بالحافظتين الأستاذة فاطمة حشلاف و السيدة عائشة سنون التي حفظت القرآن الكريم رغم إعاقتها البصرية ، اضافة الى تقديم أناشيد قومية وتكريم للحافظات .خلا الفترة المسائية استهلت الليلة القرآنية بكلمة الجمعية التي أثنى فيها على أهل القرآن، أهل الله وخاصته، وبين أهمية حفظ القرآن الكريم وحفظه وترتيله وتدبره والعمل به.وأوضح بأن هذه اللية الربانية هي ليلة المرحوم الفقيه أحمد الريسوني الذي تتلمذ علي يديه الكثير من أبناء المدينة، وتخرج من المسيد الذي كان يدرس فيه القرآن عدد من العلماء والشخصيات الوازنة.وقد تابع فقرات هذا المجلس القرآني المتنوعة عدد من العلماء والفقهاء وتلة من الباحثين، بالإضافة إلى ممثلي المجلس والسلطات المحلية،
وفي الختام كرم السادة المقرؤون بجوائز تشجيعية وشواهد تقديرية ، وكرم أستاذ المقامات عبدالإله شبوك ابن مدينة القصر الكبير المقيم بمكناس المتخصص في علم التجويد والمقامات، والأستاذ عبدالباري المريني الذي أعد رفقة أعضاء جمعيته فيلما قصيرا عن الفقيه الريسوني، كما سلمت هدية لإبناء الفقيه الريسوني .
وعرفت فعاليات اليوم الثاني من الملتقى القرآني حضور جمهور غفير من المدعوين افتتحت بقراءة قرآنية عطرة ، شنفت بها مسامع الحاضرين المقرئة المغربية هناء الدكاري الحاملة للقب مواهب في تجويد القرآن الكريم لسنة 2014 ، تلتها مداخلة المستشار الأسري و المهتم بالدراسات القرآنية الأستاذ عبد الحليم الركراكي في موضوع اضاءات تربوية من آيات قرآنية تطرق فيها إلى التعريف بمفهوم السعادة ، معتبرا أنها تبنى على أساس العلاقات الجيدة مع الأخرين
، مميزا في مداخلته بين ثلاث أنواع من العلاقات ،وهي علاقة تملك ، علاقة تطابق ، علاقة تكامل ، معتبرا أن كل شخصية إنسانية لها خصوصياتها التي تتميز بها و أشياء مشتركة تجمعها بالأخر ، و أن العلاقة الجيدة تقوم اساسا على تحديد المشترك و تنميته و المحافظة عليه . مستشهدا في مداخله بقصص من القران الكريم وخاصة قصة يوسف عليه السلام ، وتم عرض شريط وثائقي تعريفي بالأستاذة الحافظة والعالمة الجليلة حفيظة المجول، التي حمل الملتقى القرآني في دورته الثانية اسمها ، و للإشارة فحفيظة المجول ، ازدادت بمدينة القصر الكبير سنة 1947 ، و التحقت في صغرها بالكتاب القرآني ، و في سنة 1953 التحقت بالمدرسة الأهلية و بعد حصولها على الشهادة الإبتدائية، التحقت بالمعهد المحمدي
بالمدينة ،و استكملت دراستها الثانوية بثانوية جابر بن حيان بمدينة تطوان حيث نالت شهادة الباكالوريا سنة 1965، لتلتحق بالمدرسة العليا للأساتذة ، حيث عينت أستاذة بالمعهد الديني بالقصر الكبير ، و لكن بعد زواجها غادرت سلك التعليم وانخرطت في برامج الوعظ والإرشاد كعضوة بالمجلس العلمي المحلي لمدينة طنجة، و ضيفة شرف الملتقى سبق لها الفوز سنة 2009 بجائزة محمد السادس في حفظ القرآن الكريم. وفي كلمة لها بالمناسبة ، تقدمت بالشكر الجزيل للجمعية المنظمة على هذه الإلتفاتة النبيلة اعترافا وتقديرا للمرأة القصرية في كل مكان ، ونوهت بأنشطة الجمعية في سبيل العناية بالقرآن الكريم. كما عملت الجمعية المنظمة على تكريم عضو الجمعية الروائي و الناقد مصطفى الجباري اعترافا و تقديرا لخدماته و مجهوداته في سبيل العناية بالقرآن الكريم وفي الرقي بجميع أنشطة الجمعية. واختتم الملتقى التاني بتكريم الخاتمات لكتاب الله ، وعددهم 17 حافظة لكتاب لله ، من اللواتي حفظن القرآن الكريم في المدارس و المراكز القرآنية بالقصر الكبير مدرسة الإمام الهبطي ، مدرسة عبد الجليل القصري ، مركز الامام ورش ،والجمعية الإسلامية .
وعلى هامش الملتقى القرآني الثاني، احتضن رواق دار الثقافة معرضا فنيا للحرف العربي للفنانة الحروفية رجاء بن مصباح ، تضمن لوحات مزجت فيها بين الحرف واللون ملامسة بذلك قضايا وقيم بأبعادها الفنية الراقية. واسدل ستار الملتقى التاني للقرآن بتوزيع شواهد تقديرية على المشاركين في الملتقى و حافظات لكتاب الله .
أمينة بنونة