مناسبة الذكرى الخمسين لأحداث باريس ماي 68، والتي عرفت احتجاجات طلابية ثائرة ألقت بظلالها على أوروبا والعالم، ينظّم “المركز الثقافي الفرنسي” في الدار البيضاء، معرضاً فوتوغرافياً وثائقياً يعود إلى شوارع باريس في ذلك العام.
المعرض يقام بتنظيم من “جمعية أصدقاء فيليب غراس“، ويتيح فرصة مشاهدة 43 صورة فوتوغرافية التقطلها عام 1968 أحد أشهر المصوّرين الفرنسيين الذي تحمل الجمعية اسمه.
قدّم فيليب غراس (1942-2007)، صاحب العين الموسيقية كما أطلقت عليه الصحافة الفرنسية، من خلال أعماله هذه توثيقاً وشهادة ابتعدت عن الصورة النمطية وقدّمت تفاصيل جديدة من الاحتجاجات في ذلك الوقت، خلاف المتظاهرين والصدام مع الأمن، وهي الصور التي اشتهرت أكثر من غيرها.
فخلال الأحداث الباريسية الشهيرة، كان العديد من المصورين في الجزء الأمامي من المشهد، وكان غراس واحد من هؤلاء المصورين الذين عرفوا كيفية التقاط ليس فقط اللحظة والإيماءة، ولكن أيضا دلالة ومعنى الأحداث.
يختلف تصوير غراس عن جميع الوثائق المعروفة من حيث، الجودة الفنية لصوره، ثم بتركيزه الكبير وتعاطفه وبحثه عن اللحظة المناسبة والمختلفة.
إلى جانب الصور، يعرض فيلم “مايو 68: ربيع غريب”، للمؤرخ وكاتب السيناريو ومخرجه دومينيك بو، وهو من إنتاج هذا العام، وهو فيلم يتضمّن كلّ تفاصيل الوقائع والاجتماعات والمظاهرات والاشتباكات، وفيه شهادات ووثائق مستندة إلى تجارب شخصية وشهادات عمال وطلالاب ورجال أمن ومسؤولين وكثيرين ممن لم تكن شهاداتهم تطلب أو تسمع من قبل.
تحوّلت سنة 1968 بفضل أثرها الكبير على أجيال بعدها وبلدان مختلفة، إلى سنة أسطورية، مثلما يحدث اليوم مع عام 2011، الذي اكتسب الصبغة نفسها، بل إن كثير من الصور إذا ما قورنت بين العامين تتماثل في عناصرها ومفرداتها إلى حد كبير.
طنجة الأدبية