الرئيسيةإبداعما وراء الفصول

ما وراء الفصول

لوحة
تتشكل بألف لون و لون
تتمايل على نغمات بتهوفن
تحمل في ريحانها هذب النفس
تجذب النظر بتجانس فحواها
تتكلم كل اللغات
تهز الكيان بسحر الكلمات
تشد الفكر بألغاز محكمة
تعلو بالروح كعطر أنثى مغرية
تكون جنة لمن يعيش معها أجمل الروايات
جمال الطبيعة الأخاد حيرت كل فنان…
تتوالى الفصول
وتحلو الفرجة مع نسج الخيال
يهل الخريف بمزاجه المتقلب
يفصح عن ملامحه من دون كلام
يصاحب الشمس ضاحكا ويعانق القمر باكيا
يعري أغصان الشجر بغضبه
تنبثق من البحار حالة من الهذيان
فيحضن الطيف البهيج
يأتي هو كالأب الحنون بمعطفه الرمادي
يهدهد الجبال بنسمته العليلة
يمحو آثار الانعتاق
ويمهد استقبال الحب الدافئ
ذاك الخريف الرمادي إذا أرخى سدوله
كشف خبايا كل موجوع
في عشق الشتاء كعشق النساء الثائرات
يعصف من دون استئذان
يلتهم اللوحة أسودا وهو قائد الفصول
يدفيء الأحبة على ضوء الشموع
يخفي الشمس بجبروته
يرهب الطبيعة رعدا من الذنوب
يشق السماء برقا و يجيش الأمواج
يطفئ ظمأ الأنهار ويحيي اليابس
يكسوالأرض بياضا ماحيا الخطايا
مغوار هو بمعطفه الأسود
يغفر الزلات ويعد التغيير
يوقظ المشاعر الدفينة
وينير دروب الحياة من جديد
الربيع وبسمة الأمل
يتسلل حكيما و طيوبا
يفيض سلاما وأمانا
يرسم ألوانا متموجة كالعزف على القيثار
يزهر الشجر و يهمس للورد أعذب الكلام
يرقص على وتر خرير الأنهار
يجالس النور وتبرح نسائمه المكان
يطوي حنين الماضي ويمجد الانتصارات
يحمل الصحبة الحلوة عند كل غروب
ينسج ألوان المرح و يفك قيود الضجر
مفترشا معطفه الأخضر ينحني حبا
تداعبه الطبيعة على بساط المثل
كما يأتي الصيف بسهر الليالي
يحلو الأنس و القهقهة
يلبس الطبيعة زيا فنتازيا
يزيد الشمس شعلة ورونقا
يغنج خصر الرمال الذهبية
يلاحم الاشجار باسم الوصال
يولد غزارة الشلالات
يرق الجبال شوقا و يفرش الحقول مرحا
ما من شئ أروع في معطفه المبرقش
يرى سوى إشراقة و قلب نابض
هكذا تبدو لوحة الحياة…

 

غزلان يقوتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *