قرأ الشاعر إدريس الملياني قصيدته “انتظار في محطة مايكوفسكي” الى جانب قصائد قصيرة، وزاوجت الشاعرة فرحة منت الحسن بين مثون شعر “التبراع” ومقاطع شعر حساني يعارض مثون شعرية عربية، فيما اختارت الشاعرة الأمازيغية صفية عزالدين العودة الى فضاءات البادية، لتمتح من التربة الأمازيغية ثلاثة قصائد حول “المرأة، والعادات”. في ليلة شعرية من لقاءات “نوافذ شعرية، والذي نظمته دار الشعر في مراكش تتويجا للفصل الثاني من برنامج الدار.
واختارت دار الشعر في مراكش تنظيم فقرة جديدة لنوافذ شعرية، يوم الجمعة 27 أبريل بالمكتبة الوسائطية بالمركز الثقافي الداوديات، شهدت حوارا شعريا خلاقا يحتفي بألسن القصيدة المغربية ومرجعياتها المتعددة. كما أحيت فرقة أصيل للموسيقى بمراكش، برئاسة الفنان عزالدين دياني، هذه الليلة الشعرية من خلال تقديم ريبرتوارها الموسيقي الأصيل والذي يزاوج بين الشعر والموسيقى.
ويمثل الشاعر إدريس الملياني، أحد رموز القصيدة المغربية الحديثة منذ الستينيات من القرن الماضي، أهم التجارب الشعرية التي ظلت وفية للشعر واستطاعت أن تعايش تجارب القصيدة المغربية محافظا على حضوره القوي في المشهد الشعري المغربي. فيما تأتي الشاعرة الأمازيغية صفية عزالدين، والمشبعة بمخزون الثقافة الأمازيغية ورموزها، لتخط قصيدتها التي تستلهم تفاصيل اليومي وصوت المرأة الحرة. وتمثل الشاعرة فرحة منت الحسن أحد رموز القصيدة الحسانية، والتي تشهد اليوم حضورا لافتا في المشهد الشعري في المغرب، قصيدة تحفر عميقا في ذاكرة جغرافية المكان.
توجت فقرة نوافذ شعرية الفصل الثاني من برنامج دار الشعر في مراكش، والذي عرف تنظيم العديد من الفقرات الشعرية انفتحت على تجارب وحساسيات مختلفة تنتمي للمنجز الشعري الحديث في المغرب. “لكلام المرصع”، الذي خصص للمنجز الشعري الزجلي في المغرب و”أصوات نسائية” والتي عرفت مشاركة فعلية لأصوات شعرية نسائية و”أصوات معاصرة” في انفتاح بليغ على منجز القصيدة العمودية في المغرب من خلال أصوات شباب و”تجارب شعرية” التي احتفت بأحد رواد القصيدة المغربية الحديثة، الشاعر الكبير محمد بنطلحة، الى جانب تنظيم ندوات محورية في مواضيع تهم الشعر المغربي في علاقته بالترجمة وأسئلة الحداثة. وحافظت دار الشعر في مراكش على فقرتي ورشة الشعر و”شاعر في ضيافة الأطفال”، وهي الورشة التي ظلت مشتلا للتأطير والتكوين في تقنيات الكتابة الشعرية، وانضاف الأطفال كي يأخذوا حقهم في الشعر.
هي فقرات من جوانب مضيئة ضمن استراتيجية الدار ، التي ستتواصل مستقبلا من خلال برنامجها الغني، لترسيخ حضور الشعر ضمن المشهد الثقافي المغربي وإعطائه الألق ودينامية الحضور والتفاعل.