في حُبِّكَ تُبْحِرُ أشْرِعَتِىْ
تَطْفُوْ
كالهَمْسَة تَحْمِلها الأشْوَاقْ
كالفَرَاشَةِ تَسْبَحُ في نُوْرٍ
يَجْتَاحُ الكَوْنَ
و يَخْتَصِرُ الآفاَقْ
ما زالَ بَرِيْقُ اللَّحْظَةِ في نَفْسِي
يَتَحَدَّىْ الشَّمْسَ
و يَحْجُبُها عنْدَ الإشْرَاقْ
يَتَلَاعَبُ بالقَمَرِ
و يُبَدِّدُ أضْوَاءَ النَّجْمِ البَرَّاقْ
فاحْمِلْني في عَيْنَيْكَ
إلى الأرْضِ المَزْرُوْعَةِ بالأحْلَامْ
و اتْرُكْني أدْخُلُ جَنَّةِ أحْلَامِي
عَلَّ العُصْفُورَ
إذا ما أدْخِلَ في عُشِّ الأحْبَابِ يَنَامْ
اجْعَلْني مِثْلَ حُبُوبِ الحِنْطَةِ
و احْمِلْ مِنِّي في كَفَّيكْ
و انْثُرْني فَوْقَ تُرَابِ الحَقْلِ
بِكِلْتَا يَدَيكْ
لا تَنْبُتُ حِنْطَةُ أوْصَالِىْ مِنْ دُوْنِ الأرْضْ
اسْكُبْني يَوْمَ يَجِفُّ النَّهْرْ
و امْلأ مِنِّي كَأسًا
و اشْرَبْ
واسْقِ الأحْبَابْ
و ارْوِ مَحْصُوْلَ الحِنْطَةِ في الوَادِي
و ارْوِ أشْجَار الرَّوْضْ
فأنَا الصَّوتُ حينَ يَكُوْنُ الصَّمْتْ
و أنَا أنْفَاسُكَ يَوْمَ يَجِىءُ المَوْتْ
و أنَا قَطَرَاتُ المَاءِ إذَا مَا جَفَّ النَّهْرْ
و أنَا الخُبْزُ في أيَّام القَفْرْ
جَسَدِي مُمْتَدٌّ
فاعْبُرْ مِنْ فَوْقِيَ
إنِّى لِنَجَاتِكَ مُنْتَظِرٌ كالجِسْرْ .
عماد أبو هاشم