صدر حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة للشاعرة المغربية ريم نجمي، حملت عنوان: “كن بريئاً كذئب”. تبدأ الشاعرة كتابها بعتبةٍ مستفزة كعنوانها، عن الذئب أو المتشبِّه به، والرِّقة التي يجب أن نتعلَّمها منه، تلك البراءة المُتخفية تحت جلدٍ قاسٍ، في مقابلِ شراسةٍ لا يمكن مواجهتها إلا بالحب. نعم، الحب. رهانُ ريم نجمي عبر “فصول الحب الأربعة”، وهو عنوان القسم الأول من الكتاب، لنمضي مع القصائد التي كُتبت بأنفاسٍ متقطِّعة، متلبِّسة بحالاتِ الانتظار، والترقُّب، والشَّوق المغلَّف بحيرةِ البحث عن “المكان الذي يسمُّونه البداية/ هناك لا فرق بين مَلمَسِ الحبّ ومَلمَسِ الشّجرة”. تكتب نجمي تفاصيل حياتها الحميمة، تُقلِّبُ الكلمات، تنفخ فيها من روحها، لتوقد مدفأةَ فصول حبِّها.
تقولُ ريم، في إحدى قصائد الخريف:
في مَدِينتِنا
يَكُونُ الخريفُ بارداً.
رغمَ ذلك كُنّا نَقِفُ طوَالَ الليْل
مُتَعَانِقَيْن بِجَانبِ النَّهْر
حتّى إن المارّينَ
اعتقدوا أنّنا شَجَرَة.
قسَّمت ريم نجمي كتابها إلى أربعة أقسامٍ ، هي: فصول الحب الأربعة، دفتر اليوميات، معبدٌ محظور، وأوراق من سيرة اللَّيل، وفي كلِّ قسمٍ تأتي عناوين لأبواب فرعية تضمُّ مجموعة من القصائد عن العائلة والسَّفر والغربة، وكيف يُمكنُ للشعر أن يفكَّ شيفرة الأشخاص، والأمكنة والأوقات العصيبة. ويبدو أنَّ ريم نجمي تمكَّنت من ذلك، بلغتها البسيطة، الشفافة، وهي تعترفُ شعراً، أو حقيقةً، أنَّها من “عائلة تقدِّسُ الحب”. وأنَّ اعتقاداتها تدعوها لتقول:
تعتقدُ هذه الحروفُ حِين تُكْتَبُ
أنَّهَا تَتَزَحْلَقُ عَلى الثّلْج
ولكنها ضوءٌ صغيرٌ ينْمُو على وَرَقة
لِيُصْبِحَ قَصِيدة.
هكذا، تضيءُ ريم نجمي أوراقَ مجموعتها الشعرية الجديدة، بقصائد كُتبت بدافع الحب، ببراءة ذئبة تريد أن تتصالح مع العالم، وأن تكسر وهْمَ العنف، وهْمَ الخبثِ الذي جعل الذئب يتقمَّص دور الجدَّة، في الحكاية المتداولة، ويتحدَّث بعاطفةٍ مشبوهة تجاه فريسته المشتهاة ذات الرداء الأحمر.
“كن بريئاً كذئب” لريم نجمي، مجموعة شعرية صدرت في 128 صفحة من القطع الوسط،، ضمن مجموعة “براءات” التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.
ريم نجمي، شاعرة وصحفية مغربية، مقيمة في ألمانيا، صدر لها شعراً: أزرق سماوي 2008. كأن قلبي يوم أحد 2011.