تم، أمس الخميس بالدار البيضاء، تكريم الراحل عبد الكبير الخطيبي، الوجه البارز للأدب المغاربي باللغة الفرنسية، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء.
ويعتبر الراحل عبد الكبير الخطيبي مفكرا وأديبا تمكن من التبوأ بمكانة بارزة في المشهد الثقافي الوطني والدولي، كما أنه ساهم في تجديد الخطابات والإشكاليات التي تطرحها العلوم الإنسانية.
وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ بكلية الآداب بمراكش، عبد الغني فنان، أن الراحل كان من المثقفين العرب القلائل الذين فتحوا الحوار مع الغرب، مضيفا أن كتاباته تميزت بطابعها الحداثي والطلائعي، وبالمواضيع السياسية والسوسيولوجية والأدبية التي تطرحها.
وأشار إلى أن الراحل عبد الكبير الخطيبي ألف عددا من الأعمال البارزة همت الفلسفة والفن والسوسيولوجية والأنتروبولوجيا، مسجلا أن هذا المثقف، الذي ينحدر من مدينة الجديدة، كان يعطي أهمية كبرى لقضايا المرأة.
من جهته، أوضح الأستاذ بكلية الآداب بأكادير، حسن وهدي، أن هذا التكريم الذي يتزامن مع الذكرى العاشرة لوفاة عبد الكبير الخطيبي، هو محاولة لتسليط الضوء على أعماله البارزة، ومناسبة للتذكير بوجود هذا الكاتب، وأهميته، وقيمته الأدبية وخصوصيتها.
واعتبر أن الراحل يستحق المزيد من الاعتراف والتقدير، لأن السؤال يبقى اليوم مطروحا حول كيفية نقل فكره إلى الأجيال القادمة وتقريبها من القراء.
أديب وعالم اجتماع مغربي، ولد عبد الكبير الخطيبي سنة 1938 بمدينة الجديدة وتوفي بالرباط سنة 2009، درس علم الاجتماع والفلسفة في جامعة السوربون بباريس، حيث حصل منها على الدكتوراه سنة 1965 حول “الأدب المغاربي”.
كتب الراحل في مجالات مختلفة ونشر قصصا وكتبا ودراسات كثيرة حول المجتمع والفن في العالم الإسلامي، من أهم مؤلفاته يوجد “فن الخط العربي” (1976)، و”الرواية المغاربية” و”المغرب أفقا للفكر” (1993)، و”صور الأجنبي في الأدب الفرنسي” و”المناضل الطبقي على الطريقة التاوية” (1976)، ومسرحية “النبي الخفي” (1979). وقد ترجمت أعمال الراحل إلى عدة لغات.
وتحل الدورة ال25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في موعدها السنوي، لترسخ ما راكمه المعرض على مدار الدورات السابقة من إشعاع دولي، وارتقاء بمكانة الكتاب باعتباره حاملا للمعرفة وجسرا بين الثقافات والشعوب، وكذا لتكريس الجهود الوطنية في مجال الكتاب والقراءة العمومية.
ويساهم في البرنامج الثقافي لهذه الدورة، حوالي 350 من المفكرين والأدباء، والشعراء وشخصيات من عوالم السياسة والاقتصاد والفن والقانون سيدلون بآرائهم، وسيعرضون مساهماتهم في فقرات ثقافية تستمر لعشرة أيام.
طنجة الأدبية- و م ع