تستعد مدينة برشيد لاحتضان الدورة الثامنة من المهرجان الوطني للفيلم القصير، خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 20 دجنبر 2025، في تظاهرة سينمائية تنظمها جمعية الغد للتواصل والإبداع تحت شعار «تنمية الذوق الفني والسينمائي»، وبدعم من شركاء من القطاعين العام والخاص. ويأتي هذا الموعد الثقافي ليؤكد من جديد مكانة الفيلم القصير كأداة فنية وتعبيرية قادرة على ملامسة قضايا المجتمع، ورافعة أساسية لتجديد الدماء داخل الساحة السينمائية المغربية.
ويراهن منظمو المهرجان على برنامج غني ومتنوع يزاوج بين التنافس الفني والتكوين الأكاديمي والنقاش الثقافي، حيث تتضمن هذه الدورة مسابقة رسمية مخصصة للأفلام القصيرة، مفتوحة أمام المخرجين المغاربة وكذا الأجانب المقيمين بالمغرب، وفق الشروط القانونية المعمول بها. وستتنافس الأعمال المختارة على جوائز مالية تروم تشجيع الإنتاج السينمائي الجاد، وتحفيز المخرجين الشباب على خوض تجارب إبداعية أكثر جرأة واحترافية.
وإلى جانب العروض السينمائية، يمنح المهرجان أهمية خاصة للجانب التكويني، من خلال تنظيم ثلاث ورشات متخصصة في مهن السمعي البصري، تشمل مجالات التصوير السينمائي، وإدارة الممثل، والإخراج، ويشرف عليها مهنيون ذوو تجربة، بهدف نقل الخبرات العملية وصقل مهارات المشاركين، خصوصًا من الطلبة والهواة والمهتمين بصناعة الصورة.
كما يشكل البعد الفكري والنقدي أحد ركائز هذه الدورة، عبر برمجة ندوة فكرية ودرس سينمائي، إضافة إلى جلسات مناقشة الأفلام، بما يفتح المجال أمام حوار تفاعلي بين صناع الأعمال والجمهور والنقاد، ويساهم في ترسيخ ثقافة سينمائية قائمة على التحليل والتقييم الموضوعي.
وتعرف الدورة الثامنة كذلك لحظات احتفائية من خلال تكريم مجموعة من الوجوه الفنية خلال حفلي الافتتاح والاختتام، إلى جانب عرض فيلمين خارج المسابقة، وتنظيم جولة سياحية لفائدة ضيوف المهرجان لاكتشاف المؤهلات الثقافية والمعالم التاريخية لمدينة برشيد. وبهذا الزخم، يواصل المهرجان الوطني للفيلم القصير ترسيخ حضوره كموعد سنوي بارز، يعزز إشعاع المدينة ثقافيًا، ويكرس دور السينما كوسيلة للتنمية الفنية وبناء الذوق الجمالي.
طنجة الأدبية
