افتتحت دار الشعر بمراكش برنامجها الشعري، لشهر دجنبر بفقرة “أصوات معاصرة”، ضمن الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، وفي مواصلة للانفتاح على التجارب الشعرية الجديدة وعلى أجيال القصيدة المغربية الحديثة. الشعراء أسماء إد علي أوبيهي وعبدالحق بلمادن وخديجة أمجوض، ينتمون الى جيل واحد و اختاروا نمطا واحدا لكتاباتهم الشعرية، لكن لكل منهم رؤاه واختياراته الأدبية والشعرية. في فقرة أصوات معاصرة، والتي خصصتها دار الشعر بمراكش للاحتفاء بالتجارب الشعرية الجديدة، لحظة شعرية ونقدية للاقتراب من عوالم ورؤى شعراء شباب يحملون هم الكتابة وقلق العالم.
أو بيهي وبلمادن وأمجوض تجارب شعرية شبابية تنتمي للراهن الشعري، في مواصلة حثيثة من دار الشعر بمراكش، لاستضافة شعراء من الجيل الجديد للقصيدة المغربية الحديثة، شعراء يتقاسمون محبة لغة الضاد وأسئلة القصيدة في تنوع وغنى تجاربها، وسعي متواصل للانفتاح على تجارب وأجيال الشعر المغربي الحديث. شعراء أصوات معاصرة يكتبون للمستقبل، في تنوع اختياراتهم الجمالية وأسئلة الكتابة، وهم أيضا يتقاطعون في مسارات واختيارات الكتابة الشعرية.
قرأت الشاعرة أسماء إدعلي أوبيهي، الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول/2020)، نصوصها الشعرية الجديدة، ومن “عرس النار” تكتب شجنها ووجع القلق الذي يسكن صوت الشاعرة: “أنا قلب يياومه السؤال/ فكم صمتا ضفرت بما يقال// دمي كفن تجرحه المرايا/ فهزت قامتي وهمى الخيال// أجيء أرتل الدمعات يتما/ لعل الأرض تعصمني محال// تؤرخني البداية بعض نار/ أكول لا تقاربها السلال// تضم العود كي تحكي صداها/ وضلع العود يغشاه اشتعال”.
ويأتي الشاعر عبدالحق بلمادن، أحد الإشراقات الشعرية لدار الشعر بمراكش، الى ديوان أصوات معاصرة محملا بوقع وجع الأرض. الشاعر وهو يعيد ل”الصرخة”، بكل حمولاتها الاستعارية، حضورها ومتمسكا برسالة الشاعر اتجاه أم القضايا العادلة: فلسطين. ومن قصائده نقرأ: “مُتَمَسِّكٌ بِعَصَى السَّرَابِ لِتَحْمِلَهْ/ فَيَغِيبُ فِي مَعْنَى الضَّيَاعِ بِأَخْيِلَهْ// خَرَّتْ بِمِحْرَابِ الجَوَى مُتَبَتِّلَهْ/ إِنْ جَاءَهُ يَخْشَاهُ مِنْ أَنْ يَخْذِلَهْ// قَبْلَ الوُصُولِ وَذَا الجَفَا مَا أَطْوَلَهْ/ حَتَّى هَوَى مِن دُونِ حَبْلٍ مُوصِلَهْ// مُتَـتَبِّـعٌ أَثَـرَ السَّحَابِ لِيُوصِلَهْ/ تَتَعَثَّرُ الكَـلِمَاتُ في خَلَجَاتِهِ// فِي البَدْءِ دَوَّى صَرْخَةً فِي مَهْدِهَا/ بِالأُفْقِ نُورٌ لَيْسَ يَعْلَمُ سِرَّهُ// يَا قَبْسَ مُوسَى إِنَّ نَعْلِيَ مُزِّقَتْ/ فَارْحَمْ غَـرِيـراً لَيسَ يَدْرِي مَا الهَوَى”.
ومن مدينة الشعراء تارودانت، اختتمت الشاعرة خديجة أمجوض “عاشقة الحرف”، ديوان أصوات معاصرة والتي اختارت قصيدة قريبة من رؤاها، التماعات الشاعرة وهي تواجه “سواد العالم” وتبحث لصوتها عن “العزلة”. تقول الشاعرة في مقطع من نص “الخزاف والفراشة..! “: “ماذا عليه إذا تأخر برهة/ خفر الصليب وأقبل الخزاف؟!// ماذا سيحدث لو تمر فراشة فوق الخريف/ وتجهش الأصياف؟! // سأعيد ترتيب الفصول بمفردي/ وأخون ظنك أيها العراف// ستفر من هدب الكمان بلابل/ وتسيل من جفن الكروم سلاف// وأطير مثل فراشة ظمياء يخترق/ اللهيبَ جناحُها الرفراف”.
في فضاء دار الشعر بمراكش، التقى ثلاثة شعراء تجمعهم محبة لغة الضاد، يزاوجون بين الكتابة الشعرية وأداء رسالتهم التربوية التعليمية النبيلة، ضمن شهر الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية. وتنضاف فقرة أصوات معاصرة الى العديد من الفقرات الشعرية والثقافية، والتي سهرت دار الشعر بمراكش على أن تكون فضاء الشعر والشعراء المغاربة.
طنجة الأدبية