ما الذي حدث ليلة الجمعة الماضية بمركز أحمد بوكماخ في مدينة طنجة؟؟؟
كان واضحا منذ البداية أن المؤتمر سيفشل، حيث دخلت القيادة الحالية المؤتمر مثقلةً بحزمة من الأزمات المختلفة غير المسبوقة. كانت ”المعارضة” بحسها الحزبوي تُدرك ذلك، لكنها في نفس الوقت تدرك، بنفس الحس، أن المؤتمر إذا انطلق في ظروف عادية، فإن القيادة الحالية ستحسم معركة المؤتمر لصالحها، لا سيما بعد ما شاع عن خبر الحافلتين القادمتين من الرباط. كانت استراتيجية ”المعارضة” واضحة: تعطيل انطلاق المؤتمر، وخلق حالة من الفوضى العارمة داخل القاعة، وفرز أزمة تنظيمية تفضي إلى فرض ميزان قوى جديد يجعل رئيس اتحاد كتاب المغرب يقبل بالتفاوض مع غريمه. وكذلك كان.
تم تشكيل لجنة للوساطة بين ”الطرفين”، (بتعبير الأستاذ عبد الرحمان طنكول الذي أخبر المؤتمرين ببعض ما وقع في جلسة المفاوضات المسائية ليوم الجمعة) ومحاولة تقريب وجهات نظرهما، لكنها فشلت في ذلك، أو ربما أعطت الانطباع للمؤتمرين بأنها فشلت فيما كانت خيوط التسوية الكبرى تحاك على نار هادئة، وفي غضون ذلك، كان المؤتمرون تائهين بين ممرات مركز أحمد بوكماخ، لا يعرفون ما يحدث بالضبط، عاجزين عن المبادرة والفعل، لا سيما في ظل فراغ قانوني رهيب
كيف يمكن أن يكون الرئيس غير شرعي يوم الجمعة، ثم يستعيد شرعيته يوم السبت بعد هذه التسوية الغامضة. قالوا عنه إن غير شرعي يوم الجمعة، ثم طلبوا منه (بصفته رئيسا للاتحاد) يوم السبت أن يتلو صيغة التسوية التي توصلوا (توصل) إليها معه: التمديد، بشكل او بآخر، للمكتب المركزي، وتاسيس لجنة تعمل على الإعداد لمؤتمر استثنائي خلال سنة 2019
ماذا نسمي هذا؟؟ ؟ أليس استحمارا للمؤتمرين واستخفافا بعقولهم؟ ألا يعني ذلك اعتبارهم مجرد أصوات انتخابية أو كومبارس في مسرحية سخيفة يعرف الطرفان نهايتها بشكل جيد؟ لم لم يصدر الطرفان بلاغا حول هذه التسوية؟
للأسف كنا نراهن على تيار ثالث حقيقي، يتشكل أساسا من أغلبية صامتة، أو بالأحرى تائهة، يسهم في تحديث ودمقرطة الاتحاد، ويقطع مع ثقافة التحكم، ويمنع من إعادة إنتاج السلطوية الثقافية التي عانى منها الاتحاد لسنوات طويلة، في أفق التكيف مع المزاج الاجتماعي العام واستيعاب المتغيرات الحاصلة.
كان مخجلا أن لا توجد هناك ورقة ثقافية للمؤتمر تحدد دور الاتحاد في مغرب اليوم، وموقعه من الأسئلة التي تطرحها الثقافة المغربية بمختلف مكوناتها
ما حدث يبرز فعلا أن الصلاحية التاريخية لاتحاد كتاب المغرب في طريقها إلى النفاد أو تكاد.
محمد أحمد بنيس(شاعر مغربي)
الحثيات المتبعة في تسجبل بالمواقع ككاتب مقالات – ومقالات توعوبة تهتم بقضابا المجتمع- واطراءات ثقافبة ادبية