إسم كبير ينضاف إلى قائمة المثقفين والفنانين الفرنسيين الذين قرّروا مقاطعة مهرجان «موسم فرنسا وإسرائيل» الذي يقيمه «المعهد الفرنسي» في يونيو المقبل بالتعاون مع حكومة إسرائييل.
إذ قرّر أحد أبرز أسماء الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، جان لوك غودار (1930)، التوقيع على عريضة إلكترونية أطلقت في 4ماي الجاري عبر موقع «ميديابار»، تطالب السينمائيين الفرنسيين بمقاطعة هذا الحدث، وتضم الكاتب ألان داماسيو، والكاتبة والأكاديمية آني إيرنو، ورسّام الكومكس جاك تاردي، والشاعرة ناتالي كنتان، وآخرين.
ومما جاء في نص العريضة أنّ «التظاهرة الفنية المرتقبة تصوَّر كحدث للتبادل الثقافي»، فيما يهدف هذا الجهد إلى القيام بدور «الواجهة لـ «إسرائيل» التي تعتمد سياسات متشددة على نحو متزايد تجاه الفلسطينيين…».
في المقابل، لم تسلم الشخصيات الـ 80 من الإتهامات الجاهزة التي تطلقها الأصوات الصهيونية ضمن محاولات الترهيب المستمّرة. في هذا السياق، اتهمهم «المكتب الوطني لليقظة ضد معاداة السامية» الصهويني، أوّل من أمس بـ «محاولة التمييز ضد الدولة اليهودية الديمقراطية الوحيدة»، في الوقت الذي «يعمون أنظارهم ويصمّون آذانهم ويصمتون عندما يتعلق الأمر بالثقافة الفلسطينية المعادية للسامية حيث المسارح ودور السينما والموسيقى تستخدم لنشر الكراهية في مدارس الضفة الغربية وغزة»!
خطوة السينمائي السويسري ــ الفرنسي، لم يستغربها بعضهم، خصوصاً أنّ فيلمه «موسيقانا» (2004) كان عن فلسطين، وفيلمه الجديد “كتاب الصور”(2018) المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الحالية لمهرجان كان التي تقام فعالياتها حاليا كان عن العرب وجاء متعاطفا معهم ومتبنيا لقضاياهم. هذ ما جعله عرضة لاتهامات بـ «معاداة السامية» في بلاده، وشدّد في إطار الردّ عليها على أنّه «معادٍ للصهيونية». والأهم من كل ذلك أنّه معروف بالتزامه الفكري والسياسي، على اختلاف مراحل حياته. غير أنّ هناك من رأى فيها «عودة إلى المسار الصحيح» على اعتبار أنّه سبق أن ذهب إلى تل أبيب في 2008، ليحلّ ضيفاً على «المهرجان الدولي الثاني عشر لأفلام الطلاب»، ما دفع سينمائيين فلسطينيين (كآن ماري جاسر وهاني أبو أسعد) إلى توقيع رسالة مفتوحة وجّهتها إليه «الحملة الدوليّة للمقاطعة الثقافيّة والأكاديميّة لإسرائيل» (PACBI) لإقناعه بالعدول عن رأيه.