أكد محمد حدجي، مدير المركز الثقافي لقلعة مكونة في اختتام فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان قلعة مكونة للمسرح الخميس 10 ماي، أن الدورة الثالثة للمهرجان “اختارت أن تنتصر لقيم الحياة والفرح التي يصنعها المسرح. ليلتقي الجميع في مدينة اختارت دوما أن تنفتح على فرجات المغرب بجميع أنواعها. حيث التقت إرادة المركز الثقافي قلعة مكونة مع جمعية ايت يدير للفنون الدرامية كي تواصل معا رفع راية التحدي لاستمرار تنظيم هذا المهرجان، في فضاء المدينة الغنية بموروثها الثقافي والفني وتراثها المادي واللامادي”.
وشهد حفل اختتام الدورة الثالثة لمهرجان قلعة مكونة للمسرح والذي احتضنه المركز الثقافي، الدورة التي انطلقت فعالياتها يوم الاحد 6 ماي واستمرت طيلة خمسة أيام من خلال عروض مسرحية وندوات ولقاءات وورشاتتكوينية في المسرح، تقنيات الإضاءة (تأطير ذ.عبدالله عزاوي) السينوغرافيا (الحسين الهوفي) “تقنيات المسرح” (محمد احنصال) ومعرض تشكيلي للفنان يوسف الوركي ينسج لوحاته من خلال خيوط الحرير، وشهدت حضورا جماهيريا لافتا، تقديم عرض مسرح الشارع “لكور” لفرقة أثينا للمسرح بتنغير، فيما خصصت فقرة التكريم الفنان خمولي لتقديم شهادات لمجموعة من الفنانين، والذين عاشوا مع الفنان خمولي رحلة التألق. وتمازجت الفقرات الموسيقية الفكلورية لكل من فرقة تزويت “النحلة” من قلعة مكونة وفرقة امديازن من بومالن،احتفاء بعطاءات ومسار هذا الفنان القريب من وجدان الجمهور المغربي، وأيضا ترسيخا لثقافة الاعتراف واحتفاء بتجربة فنان أعطى الكثير للمسرح المغربي.
وعبر الفنان عبداللطيف خمولي عن تأثره البالغ أن يحظى بتكريم قلعة مكونة، التكريم الذي أهداه لزوجته ورفيقة دربه وأسرته، التي آزرته وساندته طيلة مسيرته الفنية، فيما تحدث كل من الحسين الهوفي وعبدالحق ميفراني عن مسار الرجل الفني والمسرحي. وأكد الفنان محمد احنصال، باسم إدارة المهرجان، على اعتزاز مهرجان قلعة مكونة للمسرح أن يحتفي بتجربة مسرحية رائدة تمثل نموذجا للأجيال الصاعدة.
وشهد المهرجان تقديم عروض مسرحية للطفل وللكبار، برمجة راعت، من خلالها الهيئة المنظمة، انفتاح الفرجات المسرحية على إمتاع جمهور قلعة مكونة العاشق لأبي الفنون. وعرفت الدورة الثالثة تقديم عشرة عروض مسرحية تمثل مختلف التجارب من حساسيات وجهات مختلفة في المملكة، مع حضور وازن لعروض مسرحية أمازيغية ومن المنطقة (قلعة مكونة، تنغير، زاكورة..).
مهرجان قلعة مكونة للمسرح والذي ينظمه المركز الثقافي قلعة مكونة، وجمعية ايت يدير للفنون الدرامية، ويحظى بدعم من وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة ومجلس جهة درعة تافيلالت وتحت إشراف المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال جهة درعة تافيلالت – قطاع الثقافة ضمن الاحتفاء باليوم الوطني للمسرح، سينتقل في دورته الرابعة الى المقبلة الى رهان جديد، يجعل من من قلعة مكونة فضاء لملتقى الفنون المغربي والعربية والدولية. ومن خلال المهرجان تبرز قلعة مكونة كفضاء ثقافي وفني يحتضن، بفعل ثقة داعميها، مركزا للمحافظة على الذاكرة الفرجوية بالمنطقة، وهي أحد أهم توصيات هذه الدورة. وسيعلن مستقبلا على جائزة خاصة بالبحوث في تراث المنطقة التراثي والفرجوي، ضمن البحث على الأشكال الفرجوية المسرحية، كما سينفتح المهرجان على احتضان المبادرات الشابة لفناني المنطقة، من خلال إنتاج عروض متميزة، ستخضع للتكوين والتأهيل والترويج. ويظل الرهان هو تأهيل الممارسة الفنية والثقافية بقلعة مكونة، وتحويلها لمركز استقطاب إشعاعي يحتفي بالمخزون الثقافي والفني والتاريخي.