على مدى عقدين من الزمان ظلت الفنانة مايا حسيني تعكف على ترميم النوافذ الزجاجية الملونة التي دمرتها الحرب الأهلية اللبنانية، لكن كل هذا الجهد ضاع في لحظة مع الانفجار المزلزل الذي وقع بمرفأ بيروت.
قالت مايا (60 عاما)، التي عملت في ترميم معالم تاريخية منها العديد من كنائس بيروت، ”فيني أقول بها الانفجار 20 سنة من حياتي المهنية كانت بالأرض… شي من حالي راح“.
وتسبب انفجار كمية هائلة من المواد الكيميائية الخطرة المخزنة بشكل غير آمن في ميناء بيروت في الرابع من أغسطس آب في مقتل ما لا يقل عن 178 شخصا وإصابة حوالي 6000 وإلحاق أضرار بمبان في أنحاء بيروت حيث امتلأت الشوارع بشظايا الزجاج.
ومن بين البنايات المتضررة متحف قصر سرسق وهو متحف للفن الحديث والمعاصر أعيد افتتاحه في 2015 والذي رممت مايا نوافذه الزجاجية الملونة المفعمة بالحيوية.
وقالت إن نوافذه كانت تخطف الأبصار خاصة عندما تضاء في الليل لكن الانفجار دمرها.
ولحق الدمار بعشرة مشروعات على الأقل من التي عملت عليها منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وقالت وهي في ورشتها في ضواحي بيروت ”كل يوم عم بيجيني تليفونات“.
وتعلمت مايا مهنتها في فرنسا حيث أرسلها والدها، الذي كان يعمل مهندسا في كنيسة، واعتاد على طلب الزجاج الملون من الخارج إذ لم يكن استخدام الزجاج المعشق الملون شائعا في بيروت قبل الحرب.
ومن بين المشروعات التي تفخر بها مايا كان العمل في كنيسة القديس لويس في باب إدريس في وسط بيروت القديم وهي منطقة تتذكر كيف كانت تذهب إليها وهي طفلة مع أصدقائها.
ونوافذ الكنيسة التي دُمّرت في الحرب جرى ترميمها بمشاركة مايا على مدى عامين في مشروع اكتمل قبل نحو أربعة أعوام.
وقالت ”جربت قد ما فيا اتقرب من تاريخ هالكنيسة… هنا خلاص.. هنا كيف ما بيقولوا فرطت. يعني كأنه ..انجرحت“ مشيرة إلى أنها تقصد الجرح المعنوي وليس الجسدي.
وأشارت مايا إلى أنها كانت تفكر في التوقف عن العمل بعد عامين لكن خططها تغيرت الآن.
”رح نرجع نعمر وهنرجع نعمل شيء أحلى… لو 20 سنة من شغلي راح، هلا يمكن مش هعيش 20 سنة بشغلي زيادة بس إلا لما رح نرجع نعمر“.
طنجة الأدبية-رويترز