تمكنت جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة من الحصول على نسخة من شريط وثائقي نادر يتمحور حول الحياة الاجتماعية بقصبة بني عمار خلال ستينات القرن الماضي، من أجل عرضه خلال أنشطتها الثقافية، بفضل شراكة للجمعية مع شبكة الإبداع والمصاحبة البيداغوجية (Le Réseau de Création et d’Accompagnement Pédagogiques CANOPé).، التي سلمتها نسخة من شريط عبد الله زروالي وجون مازياس الذي تم تصويره في أواسط ستينات القرن الماضي، والذي أنتجته CNDP سنة 1976.
أهمية الشريط كونه يشكل وثيقة تاريخية هامة حول العلاقات الاجتماعية اليومية لسكان القصبة قبل حوالي ستين سنة، كما كانت تجري في الصيف على الخصوص، في السوق والحقل والبيدر والمنزل والفران والمسجد.. كما يوثق لمعمار القصبة الذي يعود إلى العصر المريني، عندما كان تقليديا بالكامل قبل اختراقه بمواد البناء العصرية، وتظهر الكثير من الوجوه المتوفاة والتي كانت في عز شبابها وحتى في مرحلة الطفولة. كما يقدم الشريط لمحات مضيئة عن عدد من الحرف التي انقرض بعضها بالقصبة مثل الحِدادة والقِرابة وفرز المحاصيل الزراعية (الدراس)، وطهي الخبز (مول الفران والطراح)، كما يوثق لأماكن كانت لها وظيفة اقتصادية واجتماعية وتربوية هامة، لكنها فقدت تلك الوظيفة مثل البيادر (النوادر)، أو المسيد، أو تلك المهددة مثل الفران حيث لم يعد بالقصبة سوى واحد من ثلاث أفران تقليدية كانت في تلك المرحلة.
الشريط فضلا عن ذلك يقدم صورا حية بالأسود والأبيض ومعلومات هامة عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي كانت تتميز به بني عمار زرهون في تلك المرحلة التاريخية التي تلت الحقبة الاستعمارية. لذلك سيعرض الشريط خلال تظاهرة “ألوان بني عمار” على مجموعات محدودة لا تتعدى عشرة أشخاص، التزاما بالتطبيق الصارم للإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة وباء كورونا، طيلة أيام 06 و07 و08 و09 غشت الجاري، بقصبة بني عمار زرهون، وهي التظاهرة التي تنظمها جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة، بدعم من المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بجهة فاس مكناس والنقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين، على أن يبرمج الشريط كمحور نشاط ثقافي هام وعرض للعموم خلال الدورة الثالثة عشر من مهرجان بني عمار زرهون فيستي باز بحضور أحد مخرجيه.
محمد بلمو