اطلقت المديرية الجهوية للثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية عن بعد في إطار سعيها لكسر رتابة الحجر الصحي الذي تم فرضه في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”. وقد اختارت كشعار لهذه الأنشطة “الثقافة إبداع وتوعية” والتي انطلقت يوم 25 أبريل الماضي وتتواصل إلى غاية 20 ماي الجاري وهمت الأقاليم الأربعة المكونة للجهة وهي العيون والسمارة وطرفاية وبوجدور. وتشمل هذه المبادرة تقديم عروض مسرحية وموسيقية ولقاءات فنية وندوات حول مختلف القضايا التي تعني الشأن الثقافي والفني في ظل الظروف الراهنة. وخصصت المديرية الجهوية حيزا مهما من هذا البرنامج للتراث والثقافة الحساني من خلال أمسيات شعرية وندوات فكرية حول الشعر والأدب الحساني، والمسرح والموسيقى الحسانية والحكاية الشعبية. وهكذا شارك أزيد من خمسين مبدعا منهم الشعراء والأدباء والكتاب والفنانون المسرحيون والمطربون والفنانون التشكيليون في لقاءات مباشرة عن بعد عبر صفحة المديرية الجهوية على مواقع التواصل الاجتماعي. واستعرض المشاركون في هذه اللقاءات انخراط المبدعين في مواجهة هذا الوباء ومساهتمهم في توعية وتحسيس المواطنين بضرورة اتباع توجيهات السلطات والبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة مع اتخاذ الاحتياطات خاصة وضع الكمامة والحرص على تنظيف الأيدي بشكل متكرر.
كما قامت المديرية الجهوية عبر صفحتها الرسمية بنشر مشاركات المطربين والممثلين والموسيقيين سواء بمعزوفات وأغاني او عروض مسرحية فردية، فضلا عن تنظيم مسابقات في الشعر، والقصة، والفنون التشكيلية والموسيقى لفائدة المبدعين الشباب. كما يتضمن هذا البرنامج ورشات تكوينية في الأدب والشعر والمسرح لفائدة الشباب والمهنيين. كما تستهدف هذه الأنشطة الأشخاص في وضعية إعاقة مساهمة من مديرية الثقافة في الترفيه عنهم وتمكينهم من التعبير عن مكنوناتهم وعرض إبداعاتهم للجمهور.
واوضح لحسن الشرفي، المدير الجهوي للثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء، أن هذه الأنشطة عن بعد جاءت في إطار مقاربة تشاركية وتواصلية مع الفاعلين في المجال الثقافي والفني بجهة العيون الساقية الحمراء سعيا للإسهام في التنشيط الثقافي والفني بالجهة وإبراز دور الفاعل الثقافي والفني في المجهودات التي تقوم به مختلف القطاعات العمومية والسلطات على المستوى الوطني والجهوي والمحلي. واعتبر الشرفي ان هذا البرنامج حقق النجاح المتوقع له بفضل الانخراط والمشاركة الفعالة للجميع من مديرية ونسيج جمعوي ومبدعين.
من جانبه أثنى الفنان سعيد الشرادي على مبادرة مديرية الثقافة التي اعتبر انها ساهمت في إيصال صوت وإبداع الفنان للجمهور في مختلف ربوع الوطن والخارج. واكد الشرادي ان المديرية اعتمدت المقترحات التي قدمها الفنانون وشجعتهم على الإبداع والمساهمة في التوعية من منازلهم متمنيا ان يرفع الله هذا الوباء عن وطننا والعالم أجمع.
وفي ذات السياق، اوضح المخرج المسرحي توفيق شرف الدين ان الفنان المسرحي وجد في هذا البرنامج الثقافي والفني متنفسا له وفرصة لتقديم جديده الفني على شكل عروض فردية تم تصوريها بتقنيات بسيطة لكنها حققت المنتظر منها وهو الترفيه عن المشاهدين والمتتبعين. وأكد شرف الدين أن الفنانين المسرحيين والموسيقيين الذين يعانون من توقف مختلف الأنشطة الثقافية والفنية وجدوا في هذه المبادرة فرصة لكسر رتابة الحجر الصحي وتمكنوا من الوصول لأعداد مهمة من المتابعين الذين تجاوبوا مع عروضهم.
وثمن الشاعر محمد مبارك يارة الاستراتيجية التي اعتمدتها المديرية الجهوية والتي لم تستثن أي مجال ثقافي وفني حيث حظي الجميع بفرصة لتقديم إنتاجاتهم المتنوعة والمتعددة. واعتبر يارة ان المديرية واصلت المجهودات التي شرعت فيها خلال السنة الماضية والمرتبطة أساسا بصيانة والمحافظة على الموروث الثقافي للأقاليم الجنوبية للمملكة من شعر حساني وحكاية شعبية وطرب حساني.
جدير بالذكر أن هذا البرنامج الثقافي يروم تفعيل الإجراءات الاحترازية من فيروس “كوفيد -19” وضمان استمرار تقديم المديرية الجهوية للثقافة لجهة العيون الساقية الحمراء لأنشطتها الثقافية المتنوعة.
طنجة الأدبية