“من لم يعرف جميل عطية إبراهيم لم يعرف شعور المسيح وهو فوق الصليب يهتف إلهي لا تنسني، وفاتك حملتني إلى هذا البرزخ يا جميل، عشت أراك في ظهورك وأسمعك وأراك في الغياب، لا تلمني عرفت الخبر فابتعدت حتى لا تحجب دموعي بسمة الرضا التي كانت دائما على شفتيك يتسع بها الفضاء” هكذا رثى الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد، صديقه الروائى الكبير جميل عطية إبراهيم.
وغاب عن عالمنا أمس الروائى جميل عطية إبراهيم، أحد مؤسسي مجلة جاليري 68 الادبية، ومن رواد حركة أدباء الستينيات، ركز من خلال أعماله على الدور الاجتماعي للأدب، عن عمر يناهز 83 عاما.
وقالت الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول: “صديق بدايات الأمل والعمل في الثقافة الجماهيرية الكاتب الكبير جميل عطية ابراهيم اللطيف والعزيز والذي ظل يتواصل معي إلى أن غيبه المرض وحشني وهايوحشني مع ألف سلامة ياجميل فعلا”.
ونشر الروائي الكبير عزت القمحاوي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر”تغريدة قال فيها: “عندما دعاني العذب جميل عطية إبراهيم إلى شقته في جنيف منذ أكثر من عشر سنوات لم أكن أتصور وقتها أنها المرة الأخيرة، سهرنا وتحدثنا طويلا. كانت تفاصيل القاهرة الثقافية عنده في معتزله البعيد”.
وكانت دار الكرمة للنشر والتوزيع، والتي قامت بطبع طبع حديثة لروايته الأشهر “النزول إلى البحر” نعت الروائي الكبير في بيان لها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
وكان للأديب الكبير العديد من المؤلفات الروائية ركز من خلالها على الدور الاجتماعي للأدب، ومنها:
رواية 1952
هى الرواية الرابعة لـ جميل عطية إبراهيم تأتى بعد روايته “النزول إلى البحر”، التى أثارت جدلاً واسع النطاق بين النقاد والقراء صدرت عام 1990، وهى من الروايات المهمة فى مسيرة الأدب العربى.
تقدم الرواية بانوراما للمجتمع المصرى بأكمله فى تلك السنة الحاسمة من تاريخه، تتجول من قصور الأسرة المالكة والباشوات إلى بيوت العمدة والفلاحين فى عزبة عويس إلى أروقة جامعة فؤاد والجامعة الأمريكية، ودهاليز العمل السياسى العلنى والسري.
تقدم الرواية لقطات مكبرة لأبطال تلك السنة وذلك العصر، ويسلط الروائى الضوء الكاشف على جوانب العظمة والخسة فى شخصياته على السواء، بدقة لا ترحم، ولكن دون أن ينزلق إلى السخرية أو الوعظ”.
خزانة الكلام
صدرت عن دار الهلال عام 2000، وهذه الرواية تتناول المسكوت عنه في تراثنا إلى جانب المسكوت عنه في هذا العصر على المستوى العالمي عن حسن نية في بعض الأحيان وعن سوء نية في أحيان كثيرة حيث يشتبك المحلي مع العالمي من عولمة وشركات عابرة للقارات لا يعرف عنوانها وبطبيعة الحال ينتهي التشابك بمأساة تكشف عنها الرواية.
روايه 1981
رواية صدرت عام 1994، وتدورحول اللواء عويس باشا المقرب من الملك فاروق، ويمتلك كل شيء وتخضع له العزبة ولنزوات زوجته التركية الأميرة شويكار، وحيث العمدة حمادة أبو جبل مجرد أداة طيعة، يتنزل بها البطش على صغار الفلاحين.. وحيث الشاب (كرامة) تناله مئة جلدة من كرباج اللواء عويس، لأنه تحدث إلى الأميرة جويدان، لكن كل هذا سيكون مقدمات للحريق الكبير الذي سيندلع في مصر كلها، وليس في العزبة، ليطيح بالملك واللواء عويس، ويبدأ العام المرحلي في التاريخ المصري 1954، وتشاهد صراع محمد نجيب وجمال عبد الناصر، وسلاح الفرسان وسلاح المدفعية على من يفوز بالحكم.
رواية 1954
تدور أحداث هذه الرواية كلها خلال 1954 وهو العام الحاسم الحافل بالأحداث والصراعات بين كل القوى السياسية على الساحة: مجلس قيادة الثورة وصعوده إلى قمة السلطة، محمد نجيب ومحاولاته لإعادة الديمقراطية وعلاقاته الملتبسة مع الإخوان المسلمين والأحزاب القديمة، قوى اليسار التي انقسمت إلى فصيل متشدد رافض لحكم العسكر وفصيل آخر قرر التحالف مع عبد الناصر، ونرى انعكاس هذه الصراعات على شخصيات الرواية في القاهرة وفي عزبة عويس، وحتى على تفاصيل حياتهم الحميمة، ويحسب للمؤلف براعته الشديدة في رسم صورة حية لعدة شخصيات من لحم ودم تتحرك وتتفاعل وتتطور مع الأحداث بطريقة طبيعية وتلقائية.
النزول إلى البحر
واحدة من أشهر روايات الروائى الراحل، وهى رواية ثرية، وكاتبها، يملك قلمًا قادرًا وضميرًا حيًّا ورغبة لا تتردد في مراجعة النفس ولا تطرف في مواجهة الحقيقة علي الراعي عالم ثري في بناء ثري. بناء خاص جديد وفريد.
أوراق الإسكندرية
هذه الرواية تشتبك في نسيج فني ممتع مع الحاضر والتاريخ لتصنع حلم الناس، حيث تنقب في أوراق ثورة 1919 و تشغلها قضايا الاتصالات والمعلومات و الهندسة الوراثية والجات وعالم القطب الواحد، وفي ثنايا هذه الملحمة ترقب الرواية بعين واعية و نفاذ بصيرة قضايا الإنسان الرئيسية: الميلاد والسفر و الحب و الموت.
المسألة الهمجية
يغزل الكاتب المصري جميل عطية ابراهيم الخيوط الاربعة لروايته ” المسألة الهمجية ” و هي : صيرورة تشكل اللوحة التي يرسمها الرسام لسلمى مرجان – سيرورة علاقة سلمى مرجان و نبيل سعيد – شقة نبيل سعيد المغتصبة – الهمجية الاسرائيلية و الامريكية، ويتأكد السحر الروائي بأسطورتين الاولى قائمة في عناية الرسام بالصبي بندق الذي قتله الفرنسيين أثناء حملة نابليون ودفن جثمانه تحت العمارة، و الاسطورة الثانية تكونها الرواية في حرق الملابس في منطقة أثرية، فالبعض يتزوج تحت الماء، والبعض يعقد قرانه معلقا في بالون هواء، أما سلمى و نبيل فسيحرقان ملابسهما ليصنعا أسطورة القرن الحادي و العشرين.
طنجة الأدبية-اليوم السابع