صدر للشاعرة حليمة حريري ديوان شعري جديد موسوم ب “حواس الليل”، عن مطبعة وراقة بلال بفاس، في طبعة أولى هذه السنة (2020). يقع الديوان في 122 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم 49 قصيدة. الشاعرة حليمة حريري من مواليد الدارالبيضاء، تشتغل موظفة بمدينة مراكش وتنشر بالجرائد الوطنية ولها نافذة صحفية بإحدى اليوميات الوطنية، صدر لها سنة 2017، ديوان شعر”غربة الروح”، عن منشورات دار آفاق بمراكش. نقرأ في مطلع الديوان تقديما للناقد سعيد بوعيطة”تشظي الذات وتشكيل النص الشعري”، حيث يؤكد أن الشاعرة حليمة حريري في الديوان الثاني(حواس الليل)،”قد حاولت ممارسة ثنائية الهدم والبناء، أو المحو و الكتابة. حيث حاولت لملمة شتات الذات. وبثها في حنايا نصوصها الشعرية. إنه نوع من الإفصاح عن شتات العالم الذي تجنح إليه من خلال العديد من المفارقات. تتجلى هذه الأخيرة في مستويات عدة: الكتابة الشعرية بين تشظي الذات والتأم النص الشعري، الكتابة الشعرية بين التواصل والانفصال، استكناه مشاعر الذات وشتاتها في عالم القصيدة”.
بهذا اختارت الشاعرة حليمة حريري من خلال هذا الديوان، أن تقودنا إلى مرافئ الذات التي تسكنها اللغة الشعرية الموحية. كما تؤثثها الصور والرؤية الشعرية التأملية/الفلسفية. من أجل بناء تجربة شعرية خاصة. تضيف لبنة جديدة إلى تجربة الشعر المغربي المعاصر خاصة، والشعر العربي بشكل عام. وبين الديوان الأول(غربة الروح)، والديوان الثاني(حواس الليل)،تعيش الشاعرة حالة من التجريب الشعري التي ستمتد آفاقها الأسلوبية والفنية إلى دواوين شعرية قادمة.
تقول في قصيدتها حواس الليل:
“عن صهوة الريح
ترجلت حواس الليل ….لتُخبرني
أن بيني… وخاطرتي …والبياض
أجدل الوجع المجبولعلىالصمت
كلماتٌ بارداتٌ مفتوح جرحها
كخيط غسق ممدود باسترخاء
على ضفتي السماء
تحيرها هواجسٌ غابت تفاصيلها
لتموت على الظل
تنعي شموخها
آلهة الموت تحرس الرفات
والكلمات الصامتة..”