اختتام الموسم السابع لورشات الكتابة الشعرية والإلقاء (للأطفال واليافعين والشباب) والكتابة الإبداعية والفعل القرائي وتنمية المهارات الإبداعية
نظمت دار الشعر بمراكش، مطلع شهر ماي، فعاليات الدورة السابعة ل”مشاتل الأبجدية” وهي الفعاليات المخصصة للاحتفاء بمرتفقي ومرتفقات ورشات الكتابة الشعرية، من جميع الفئات العمرية، ضمن اختتام الموسم السابع لورشات الكتابة الشعرية (للأطفال واليافعين والشباب والمهتمين). ملتقى مشاتل الأبجدية، الذي أصبح فضاء مفتوحا لاستنبات قيم الشعر، وتنمية المهارات الإبداعية والكتابة والتحسيس بالقراءة والمقروئية. ولعل انفتاح الورشات، خلال الموسم السابع، على تقنيات الأداء الحركي الى جانب الكتابة الشعرية والإلقاء والصوت، وتوسيع قاعدة المستفيدين من الورشات والمزيد من الانفتاح على فضاءات القراءة العمومية، ونقطها البعيدة عن محور مراكش (المدينة)، ترسيخ لهذه الرؤية المتجددة للدار في الرهان في المستقبل.
وشكل تنظيم برنامج “الأبواب المفتوحة”، مطلع الموسم الجديد (شتنبر 2023)، محطة أساسية للقاء المباشر وتسجيل المرتفقين والمرتفقات الجدد، وكذا الاطلاع على نتائج تقويم الموسم السادس (2022/2023). وتم وضع رؤية جديدة تراهنُ على تجويد نِتاجات المرتفقين/ات، بتنويع الموضوعات، وترسيخ تقنيات الكتابة المجدِّدة، ويمكن إيجاز هذه الرؤية في المحاور التالية: ترسيخ مكتسبات المواسم السابقة التي أشرف عليها كل من ذ. محمد مراح، والباحث الدكتور محمد الطحناوي (علمي العروض والقافية)، وذة. بشرى تكفراست (رحمها الله)، وذ. رشيد منسوم، وذ. السعيد أبو خالد، وذة. فاطمة الزهراء وراح وقد همت: (العروض والقافية، والمكونات البلاغية، وإنتاج نصوص شعرية…).
كما أشرف الشاعر والناقد الدكتور عبداللطيف السخيري على تنويع طرق ووسائل العرض والاشتعال، سواء لورشات الشباب أو للأطفال بمراكش وخارجه (نقط القراءة العمومية): نصوص مطبوعة، عروض ppt، أشرطة مسموعة، فيديوهات…، مع التركيز على تقنيات الكتابة الشعرية، والجمع بين التقنيات المذكورة وموضوعات/ تيمات خاصة تكون موضوعاً للتحليل، ثم موضوعاً لإنتاج نصوص باستثمار التقنيات المذكورة. كما اتسعت قاعدة المستفيدين، من خلال انضمام مؤسسات جديدة تنتمي للمجال العمومي والخاص، وتعتبر تجربة معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين تجربة متفردة أفضت الى اكتشاف مواهب وطاقات خلاقة، كانت تحتاج الفرصة المناسبة لإبراز مهاراتها.
وأشرف الشاعر والناقد مولاي رشيد العلوي على تأطير ورشات المعهد، والخاص بالمكفوفين ضمن فئة اليافعين، في علم العروض والقافية وهو ما أفضى الى إنتاجات تطبيقية لنصوص وقصائد شعرية. فيما أطرت الشاعرة الأستاذة حليمة الاسماعيلي، وضمن نقط القراءة العمومية، ورشة الكتابة الشعرية للأطفال واليافعين، بالمركز الثقافي تامنصورت الى جانب الفنان لحبيب حمدان. وتواصلت ورشات الشعر الخاصة بأطفال الجبل، ضمن الانفتاح على نقط القراءة العمومية البعيدة، وللموسم الثالث على التوالي تواصل المكتبة العمومية تيدلي مسفيوة مسيرة التألق من خلال: الفاعلية، التسجيل التلقائي، توسيع قاعة المستفيدين.
ضمن اللقاءات المفتوحة، والتي تنظمها دار الشعر بمراكش للمرتفقين والمرتفقات، تم تنظيم لقاء مفتوح مع الشاعر ابراهيم قازو، الى جانب شعراء وشاعرات من المغرب ومن خارجه (من ضيوف دار الشعر بمراكش). كما واصلت ورشات الكتابة الشعرية، ضمن فعاليات موسمها السابع، التنويع في نصوص الانطلاق من حيثُ المراحل التاريخية والحساسيات الشعرية، وأشكال الكتابة وأنماطها …، الى جانب المزاوجة بين الكتابة الإبداعية وتقنيات الصوت والإلقاء، وأيضا إضافة الأداء الحركي، من خلال ورشات تطبيقية لتقنيات الإلقاء الشعري مع الشاعر والفنان السعيد أبو خالد، وهي إضافة نوعية اختصت بها دار الشعر بمراكش، ابتداء من الموسم السابق.
وحدهُ الشعر يحتفي برواده أطفالاً وشباباً.. فقط لأنهم يبحثون عن ذواتهم فيه، وعن الجمال والخيال.. وقد كان أنَّ طريقَ ذلك البحثِ تناثرتْ فيه آثارُهم كلماتٍ وقصائدَ تدلُّ على أن المارّين من هُنا يسيرون نحوَ الغواية بكامل ألقهم، منذُ ستة مواسمَ.. وهذا السابع بدأت ثمارُهُ أنضجَ، وبراعمُه المُتَفَتِّقاتُ -باخضرار وعودها– أخصبَ.. هكذا واصلت دار الشعر بمراكش زَرع بذور الجمال في قلوب الأطفال واليافعين والشباب، باعتبارهم براعمَ في شجرة الشعر الوارفة، وفراشاتِ الكلمةِ الواعدة، يكتبون بدهشة الطفولة التي هي أصلُ الشعر، ومنبعُه الأصيل.
وَسَمْنا تلك اللحظاتِ ب: “شاعر في ضيافة الأطفال”، هذا الموسم تعهَّدت الباحثة الأستاذة فاطمة الزهراء وراح هذه البراعم من خلال محاور واختياراتٍ كتابية تلائم ميولهم، وتخطو بهم في أفياء الكلمة الظليلة، والى جانبها فريق الجمال (الدكتور مولاي رشيد العلوي والشاعرة حليمة الاسماعيلي والفنان السعيد أبو خالد)، فيما ظل الناقد والشاعر الدكتور عبداللطيف السخيري يشرف على فريق التأطير، وتأطيره تربويا وبيداغوجيا.
لقد كان المنطلق، في الموسم السابع من ورشات الكتابة الشعرية بدار الشعر مراكش، ما تم استنتجناهُ من الاستمارة الالكترونية المقدمة للمرتفقين/ات من أجل التعبير عن تقويمهم للموسم السادس، والتعبير عن مقترحاتهم من أجل الموسم المقبل. أفادت تلكَ المحطة التقويمية المعتمدة منذُ مواسم، في معرفة مكتسبات وانتظارات المستفيدين، وبناءً عليها تم اقتراح برنامج الموسم السابع باحثين ليس على الاستمرارية فحسب؛ بل مراهنين على الرفع من جودة إنتاجات المرتفقين/ات، بالانفتاح على مقترحات كتابية جديدة، وفتح الشعر على آفاقٍ إبداعية تَعِدُ بها جُملةٌ من الفنون.
وكانت الورشات الخاصة بفئة الشباب والمهتمين فضاءً خِصباً لـمُواصلة الدفع بالمستفدين/ات إلى مزيدٍ من إتقان تقنيات الكتابة الشعرية، بالتركيز على مداخل أساسية تنطلق من أسئلة الكتابة الجوهرية في البحث عن أصالة الكتابة الشعرية. مع التركيز على تقنيات بناء الصورة الشعرية وفتح نوافذ بين الشعر والتشكيل والسينما، باعتبارهما فَنَّيْنِ بينهما من التنافُذ في الغاياتِ والتقنياتِ ما يفسحُ المجال رحباً أمام الكتابة الشعرية، خاصَّةً أن الورشات–إلى جانب الكتابة- تهدفُ لتنبيه المرتفقينَ/ات إلى ضرورة توسيع آفاقهم الثقافية، والوعيِ بأهمية الفنون الأخرى في الرفع من إبداعية الكتابة الشعرية، وبحثها عن التجديد.
وقد كانت النصوص الْمُختارة للقراءة في ملتقى “مشاتل الأبجدية” تتويجاً للمجهودات المبذولة من طرف المؤطرين والمرتفقين/ات، ودليلاً على ترقِّيهم في مدارِج الكتابة الشعرية. وفي الضفة الأخرى من وشات الكتابة، استفاد أطفال الجبل، بنُقطَة القراءة الخارجية “تيديلي مسفيوة”، من اقتراحاتٍ كتابيةٍ زادت من تأكيد أحقية هذا المَشْتَلَ الواعد والذي أكدت إنتاجاته النصية الشعرية على تفردها وتميزها الإبداعي.
منذ أن أعلنت دار الشعر بمراكش عن انطلاق الموسم السابع لورشات الكتابة الشعرية، تم التركيز على تنمية المهارات الكتابة الشعرية لمرتفقات ومرتفقي الورشات، فئة الأطفال واليافعين، وقد كانت الورشات الأولى، والتي أشرف على تأطيرها فريق المؤطرين (عبداللطيف السخيري، فاطمة الزهراء وراح، السعيد أبو خالد)، تضطلع بدور تمهيدي حول ماهية الشعر والأشكال الخاصة به، والخصائص النوعية المميزة للجمل الشعرية، وبعد ذلك أخدت الورشات شكلا يزاوج بين شقين: مرحلة تنظيرية؛ ترتبط بترسيخ المفاهيم، ومرحلة إجرائية تطبيقية تروم مساعدة الأطفال واليافعين على إنتاج جمل شعرية (أو ومضات شعرية) تجسد بشكل فعلي المفهوم وتؤجرئه، مما جعل هذه الورشات شعلة إبداعية للرقي بمهارات الكتابة الشعرية وتحفيز ملكات القول الشعري.
إن الشعر يخاطب في الأطفال كل ما هو مشترك، من قيم السلام والتسامح في كل ثقافات العالم، ويحاكي فيهم النواة الإنسانية من خلال الانفتاح على الكائن والممكن والمحال، لذا كان من ثمرة هذه الورشات نصوص شكل الشعر من خلالها نوعا إبداعيا ذاتيا خاصا مما حفز مرتفقات ومرتفقي الدار التعبير عن مكنوناتهم الذاتية وما يختلج بدواخلهم. وككل موسم جديد للورشات الخاصة بالكتابة الشعرية، تحدد دار الشعر بمراكش الطور الثاني (يناير من كل سنة)، تاريخ انطلاق ورشات موجهة للمرتفقين والمرتفقات خاصة بالصوت والإلقاء، وأضافت خلال الموسم السابع تقنيات الأداء الحركي.
الأساس أن يكون جميع المستفيدين قد استطاعوا، وطيلة الطور الأول من الورشات، اكتساب مهارات أولية في تقنيات الكتابة الشعرية وأيضا الانتقال عمليا، وفي نهاية كل ورشة، الى الجانب التطبيقي والذي يستطيع من خلاله ترجمة كل ما اكتسبوه. وعمليا تم التركيز على محددات أساسية تتعلق بورشات الصوت والإلقاء، كالصوت: أنواعه ومميزاته، والإلقاء، حركة الجسد…، تمارين صقل الصوت، فن الإلقاء، وطرق ووسائل إثارة المتلقي.
لقد واصلت دار الشعر بمراكش، ضمن الموسم السابع الانفتاح على نقط القراءة التي تتاخم مدينة مراكش، ليرحل الشعر خارج المدينة، ويكون لأطفال الهوامش حظُّ في الإبداع، ومراودة الكلمات. وهكذا، انضافت إلى المؤسسات التعليمة بمراكش: (مؤسسة دنيا العرفان، مؤسسة نُهى، مؤسسة المعالي)، نقطةُ القراءة بالمكتبة الجماعية تيديلي مسفيوة، المركز الثقافي تامنصورت، والمعهد أبي العباس السبتي للمكفوفين.
ورشات الكتابة الشعرية لدار الشعر بمراكش، استراتيجية قرائية تسهم في استنبات قيم الشعر والتحسيس بالفعل القرائي وتنمية مهارات وقدرات الإبداع، لدى الفئات العمرية (الأطفال واليافعين والشباب). استراتيجية تتقاطع مع أهداف الدار، ومنذ تأسيسها، سنة 2017 بموجب بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، في ترسيخ حضور الشعر في المشهد الثقافي المغربي والعربي والكوني، وفي التقعيد لقيم الشعر الإنسانية ضمن المنظومة المجتمعية.
طنجة الأدبية