شهدت المنطقة القروية تاسا ويركان، التابعة لإقليم الحوز، يوم الأحد 19 ماي 2024 ابتداء من الساعة 11، تنظيم الحفل الرسمي لتدشين مخيم توبقال ويركان البيئي للصمود (RESTO)، وذلك بمبادرة من الدكتور حسن بنخلافة، المدير العام لمهرجان أنديفيلم بالرباط، والأستاذ ماركو راموتي، رئيس الجمعية الإيطالية “تشيب” (CIP) وتعني “سينما وإدماج ومشاركة”، رفقة ثلة من الفاعلين المؤسساتيين ونشطاء المجتمع المدني وعشاق السياحة البيئية ومهتمين بالسينما وثقافتها وغيرهم. تضمن برنامج هذا الحفل قراءة النشيد الوطني من طرف الحاضرين وعلى رأسهم شباب ينتمون إلى الكشفية الحسنية بتاحناوت ثم إزاحة الستارة على اللوحة التذكارية للمخيم. وبعد كوكتيل ترحيبي جمع بين أكلات مغربية وإيطالية تم عرض فيلم سينمائي قصير بعنوان “الفايزات” للمخرج مصطفى بنخلافة، يتناول موضوع الإعاقة والتصورات السائدة حولها، متبوعا بعروض أفلام قصيرة أخرى منجزة من طرف شباب الثانويات العمومية المغربية. وقد تلت هذه العروض مناقشة مستفيضة في إطار مشروع “الشباب أمام وخلف الكاميرا من أجل مجتمع دامج”، الذي تنفذه جمعية أنديفيلم بفضل تمويل من مؤسسة دروسوس، نشطها السينفيلي المتخصص في الصورة الأستاذ جمال بوزوز بمشاركة الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي وساهم فيها الحاضرون ومن بينهم بعض ضحايا الزلزال.
ومعلوم أن فيلم “الفايزات” الإحترافي، الذي أنتجته جمعية أنديفيلم سنة 2019، يتميز بتقنيات الولوج إلى محتواه بالوصف السمعي لفائدة المكفوفين وضعاف البصر، كما يشمل عنونة مرموزة ووصفا بلغة الإشارة لفائدة ضعاف السمع والأشخاص حاملي الصمم.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التدشين جاء بعد شهور قليلة من توقيع اتفاقية بين الجمعية المغربية “أنديفيلم” والجمعية الإيطالية “سينما وإدماج ومشاركة” بتاريخ 3 دجنبر 2023 بمناسبة انعقاد الدورة 16 لمهرجان أنديفيلم (السينما والإعاقة) بالرباط تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس. وتهدف هذه الاتفاقية إلى المساهمة ولو بشكل متواضع في الورش الكبير لإعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز.
يذكر أن شعار “لنجعل من السينما رافعة من أجل توبقال دامج وصامد ومشارك” قد سبق إطلاقه بشكل علني إبان حفل الإختتام الرسمي للدورة الأخيرة لمهرجان أنديفيلم.
يتوفر هذا المخيم البيئي على 24 سريرا، موزعة على تسع خيمات من أحجام مختلفة، وحمامين، أحدهما تتوفر فيه معايير قابلية الإستعمال بالنسبة للأشخاص في وضعية إعاقة، بالإضافة إلى حمام تقليدي يشتغل بالحطب. زيادة على ذلك، يقدم المخيم وجبات محلية لذيذة يتم إعدادها تحت إشراف السيدة فاضم، زوجة صاحب الفضاء با حماد، وهي عبارة عن أطباق تقليدية أمازيغية وأخرى من مناطق مغربية وإيطالية مختلفة مصحوبة بخبز شعير مصنوع بطريقة تقليدية.
يجد عشاق الرحلات والمشي لمسافات طويلة فضاءات جميلة يمكنها أن تفضي إلى قمة جبل توبقال. وبالنسبة لعشاق الطبيعة والهدوء والفضاءات الكبرى تشكل ويركان، وهي قرية باردة نسبيا تقع على هضبة ارتفاعها ألف متر، مكانا مثاليا يمكن اللجوء إليه، لا يبعد عن مراكش إلا بستين كيلومترا فقط.
أحمد سيجلماسي