نظمت جمعية البيت الثقافي يومه السبت 10 فبراير 2024 بالمركز السوسيوثقافي وإدماج الشباب الرحمة 2، أمسية شعرية زجلية، أتتها خمسةَ أسماءَ شعريةٍ، تختلفُ تجاربهم في كتابةِ الزَّجَل، وطرقِ تصريفِ قلقِ الذات، وهو اختلافٌ راجعٌ إلى اختلافِ المصادرِ التي تستقي منها الذاتُ الشاعرةُ لهؤلاء الشعراء والشواعر موادَها وتصوراتِها للأشياءِ وللعالمِ، من جهةٍ، وإلى الرُّؤى التي تحكم علاقة الأسماءِ نَفْسِهَا بِفِعْلْ الكِتابةِ الزجليةِ، لكنها تلتقي في الانتساب إلى شجرة الكتابة الزجلية، والشعرِ المغربيِّ عموما، وإلى قلةٍ قليلةٍ ممن مازالوا يؤمنون بجدوى الكتابة في عالم متغير وزئبقي ومُنْهارٍ ومُتَخَلٍّ عن القيم المتأصلة، ومُنْسَاقٍ خلف الآني والمستهلك والمجتر، ونعني الشعراء[سعيد بلهواري، زينب أوليدي، منصور لعميري، فاطمة بلعروبي، ورشيد شرقان]، الذين عكست قراءات نصوصهم انهماما باقتفاء رائحةِ الترابِ والماءِ والنارِ والهواءِ، في تماهٍ من عالمنا الوجودي المَيَّالِ إلى الضغينةِ والعنفِ والخرابِ.
و شهدت الأمسية، بموازاة ذلك، وصلات غنائية أداها باقتدار الأستاذ رشيد الشناني، وتميزت بإدارة فاعلة للأستاذ حميد الجباري، بالإضافة إلى حضور نوعي لجمهور الشعر والمنشغلين بقضاياه وتحولاته.
طنجة الأدبية