عرض اليوم ضمن أفلام المابقة الرسمية للمهرجام الوطني للفيلم فيلم “واحة المياه المتجمدة” لرؤوف الصباحي.
نتابع في فيلم “واحة المياه المتجمدة” للمخرج المغربي رؤوف الصباحي صراع زوجين وهواجسهما حيث تطغى ذاتية كل منها عليه لتجعل التواصل صعبا والحب عذابا والعيشة تحت سقف واحد قطعة من نار. فيلم “واحة المياه المتجمدة” جاء أكثر طموحا من الناحيتين الفنية والجمالية من فيلمه السابق “حياة”، إذ يمكن لنا أن نشاهد هنا لغة السينما بحيث كانت الحوارات في الفيلم في أدنى مستوياتها فيما كانت لغة الصورة هي المعبر الأساسي عن صراع الزوجين وهمومهم، الأمر الذي يجعل الزوج المريض يختار الملجأ والهروب في الطريقة الصوفية. تجاوز رؤوف الصباحي تجربته السابقة في فيلم “حياة ” وشرع للتو في نسج تجربته السينمائية التي تحمل رؤيته الخاصة، كونه أنجز فيلمه “حياة” وهو مازال تحت تأثير العمل بالتلفزيون وبعد أن تخلص منها انطلق في شق مسار واع في السينما هذا أول تجلياته. وقد جاء أداء أحمد حمود في مختلفا بحيث سينسي المشاهد في الشخصية التي أداها في فيلم “زنقة كونطاكت” وكأنه هنا ممثل آخر، دون نسيان المتميزة نسرين الراضي التي تضيف لكل الأدوار التي تتقمصها بحرفية الممثلات المتمكنات وحسن باديدا أيضا في دور مساند لكن مهم. ويبدو أن الفلمين اللذين عرضا أمس ضمن المسابقة الرسمية يتقاسمان ويشتركان في كون المكان شخصية رئيسية، إذ بعد فيلم “19ب” للمصري أحمد عبد الله، ففيلم “واحة المياه المتجمدة” أيضا يحضر فيه منزل الزوجين كفضاء رئيسي للحكي وإليه يرمز العنوان كونه واحة للعشق لكن دورها معطل وبارد. وكل الديكور تم بناؤه ليعبر عن أحاسيس الشخصيتين ومعاناتهما، بكل تلك التفاصيل، إبتداء من الحنفية التي نسمع صوت نقط الماء وهي تتسرب منها بإصدار صوت مزعج طيلة الفيلم إلى تلك الغرف الفارغة ذات السقوف العالية حيث تتضاءل الشخصيات. الموسقي التصويرية منعدمة في هذا الفيلم إلا من أغنية لمجموعة تونسية نسمعها حينما تنصت إليها الشخصية الرئيسية، وقد أدت هذه الأغنية دور اللازمة التي تترد طيلة الفيلم.
عبد الكريم واكريم-طنجة