شهدت دار الثقافة الأمير مولاي الحسن يوم الأربعاء 18 أكتوبر 2023 بالحسيمة، العرض الأول لمسرحية “تـــــــوغ” لجمعية أريف للثقافة والتراث بالحسيمة وذلك في إطار مشروع إنتاج وترويج الأعمال المسرحية برسم سنة 2023 المدعم من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، والتي عرفت حضور بعض أعضاء لجنة دعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح بالوزارة، حيث صفقت بحرارة بمعية الجمهور الحاضر عند نهاية العرض المسرحي.
وتحكي مسرحية “توغ” قصة مهاجر أصيب بمرض الزهايمر، قضى حياته عاملا بأحد مناجم الفحم بهولندا قبل أن يعود إلى بيته بالريف تحت رعاية ابنه وابنته.
ابنه “سيتم” عاطل عن العمل ورغم أنه يعيش من تقاعد والده فهو ناقم عليه ولا يوليه ما يلزم من رعاية إذ أنه يقضي يومه وهو يحلم بالهجرة إلى الضفة الأخرى بحثا عن أفاق جديدة له، حيث يدخل في صراع دخلي بين خيار البقاء والرحيل… فيما ابنته “ميلودة” التي تعيش تحت سلطة رجل متطرف، تكابر لتساعد والدها مع تشبثها بالأمل رغم كونها ضحية للعنف الأسري والزوجي ولا تكف عن مؤاخذة أخيها على إهماله لما يلزم أن يقوم به تجاه والده.
ولعل أبرز ما أثار الجمهور في هذا العرض المسرحي المتميز، هي التيمات والحوارات التي اخذت ابعادا متعددة في المسرحية، حيث عرفت “ميلودة” كيف تنقل آلامها عن طريق الموسيقى والغناء وتكشف المستور عن دواخل هذه المرأة التي تعيش وسط العنف الزوجي الذي يمنعها من الحرية ويقمع حقها في الحياة.
مسرحية “توغ ” التي صمم فضاءها وأخرجها للوجود الفنان المبدع عبد المجيد الهواس تحمل دلالة عميقة من خلال توظيفه نوافذ خشبية غير قابلة للانفتاح رغم إمكانية النافذة على الانفتاح والانغلاق، هي تعبير دال على وضعية المرأة في المجتمع التي عليها أن تظل حبيسة بيت الزوجية والامتثال للسلطة الذكورية.
مسرحية “تــــوغ / TTUGH” تجسد، أيضا، العلاقة الجدلية بين الهوية الفردية للإنسان والهوية الجماعية للمجتمع، كما تحاول أن تطرح عدة أسئلة فلسفية تتعلق بالأسرة والمجتمع …
عموما، سعى هذا العرض المسرحي الى معالجة قضايا راهنة تشكل محط اهتمام المجتمع من خلال معاناة الأسر مع مرض الزهايمر، وبهذا تنضاف إلى سلسلة الأعمال المسرحية التي دأبت جمعية أريف للثقافة والتراث إلى إخراجها الى ارض الوجود.
وتجدر الإشارة الى أن هذه المسرحية كانت من تأليف شاهد أنديش وسينوغرافيا وإخراج الفنان المبدع عبد المجيد الهواس وتشخيص كل من الفنانين محمد المكنوزي وسليمان أكلطي والفنانة سليمة الزياني (سيليا) وتكلفت الفنانة رجاء حميد بالإدارة الفنية للمشروع وعبد الكريم الإدريسي بالعلاقات العامة والتواصل، فيما كان وراء الموسيقى عبد العزيز البقالي وعادت إنارة الخشبة لكريم أعمو، كما تكلف كل من إلياس حميد وعبد الصمد الدحمان وأميمة الطلحاوي بإدارة الخشبة، وأخيرا أنجز فريد مرغاد مهمة التوثيق والتصوير.
طنجة الأدبية