أقيم اليوم ضمن فعاليات الدورة 23 من مهرجان روتردام للفيلم العربي التي تعقد في الفترة من 5 إلي 10 سبتمبر الجاري ندوة عن تجربة إنقاذ ذاكرة العراق التي بادر السينمائي والكاتب العراقي قاسم حول المقيم في هولندا بتقديمها لإنقاذ تاريخ وطنه ونجح في إنشاء متحف عراقي لحفظ الأرشيف بدعم من رئاسة وزراء العراق والجيش العراقي ومنظمة اليونسكو” بحضور الدكتور ضياء صبحي.
وقام بإدارة الندوة الكاتبة الصحفية الفلسطينية تغريد الخضري، وتم طرح هذه القضية والعديد من الأسئلة التي حاول الضيفان الإجابة عنها بكل شفافية.
وأوضح السينمائي قاسم حول كيف يمكن للإنسان العربي أن ينهض من واقعه الحالي لغد أفضل دون العودة للماضي فعلينا التجرد من ذواتنا وانتماءاتنا والنظر بعين الباحث الحقيقي عن الحل، فلم يصل للحضارة الإنسانية من تاريخها سوي القليل، وكان النصيب الأكبر للعراق، فهو يثبت عراقة هذا البلد الذي يبدو أن اسمه لم يأت فراغ وهو ما جعل منه ساحة للصراع، على الأصالة والتاريخ.
وأضاف “قاسم”: “دمر وطمس ذلك الصراع بعضا من آثاره وتم سرقة البعض الآخر كالألواح السومرية المكتوبة قبل ٣٢٠٠ عام فهي الآن موجودة في متحف سري تحت الأقبية في بريطانيا، فهذه الكتابات أخبرتنا عن أقدم حضارة متمدنة، وكذلك أقدم ملحمة إنسانية “ملحمة جلجامش”، كما تحدثت عن تعاملاتهم التجارية وأسلوب حياتهم.
وتم عرض فيلم قصير يحكي تفاصيل المحاولة الفردية التي يقوم بها قاسم لإنقاذ تراث العراق المصور المحفوظ على علب تحمل أشرطة بمقاسات مختلفة للآفلام التي تم نقلها من أقبية دائرة السينما والمسرح ببغداد حيث يقبع في أسوء ظروف للتخزين والحفظ.
وقال روش عبد الفتاح مدير مهرجان روتردام: المعلومات التي يحتويها هذا الأرشيف بتنوعها حجر أساس لتعزيز الانتماء الوطني لدى العراقيين عبر لمحات مهمة لتاريخهم المعاصر، وبناء التصالح المجتمعي لكافة الأطياف العراقية وهي في الوقت ذاته تشكل تحد من نوع خاص للنخب الحاكمة التي قد تصطدم مع سياسات حالية، وربما يغير هذا الأرشيف ملفات كثيرة كجغرافيا العراق والحدود الحقيقية، وهو ما شكل إرادة مشتركة لإنقاذ هذا الأرشيف.
وأضاف الدكتور ضياء صبحي: الحل هو إنقاذ الأرشيف لأن كل دقيقة تمر قد تزيد من حجم الضرر الذي يلحق بهذه الشرائط، ولذلك نخرج بين الحين والآخر لخارج العراق لبث رسائل دولية عن أهمية إنقاذ هذا التراث، ومسؤولية دول مثل هولندا وغيرها من الدول التي احتضنت اتفاقيات حفظ التراث العالمي في وضع خطط على رأس جدول أعمالها لحفظ التراث.
وانطلقت مساء الثلاثاء، فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان روتردام للفيلم العربي، بحضور نخبة من نجوم وصناع السينما العربية، حيث شهد حفل الافتتاح الذي أقيم في دار سينما لنتارن فينستر بمدينة روتردام، حفلا موسيقيا لأوركسترا مارموشا ودولن أسمبلي، الذي قدم تنويعات موسيقية مستلهمة من أعمال خالد الذكر الموسيقار سيد درويش في إطار احتفال المهرجان بمرور 100 سنة على وفاته، قام بتلحينها الموسيقار الهولندي مارتن فوندسن، وسط تفاعل كبير من الجمهور العربي والهولندي.
وقال روش عبدالفتاح مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي، إن الاحتفاء بالموسيقار الراحل سيد درويش يأتي كنوع التقدير للإبداع العربي بشكل عام، خاصة أن إسهام سيد درويش في مجال الموسيقى والفن العربي مازال ممتدا رغم مرور 100 سنة على وفاته، فهو التيار القومي في الموسيقى العربية الذي يتماس مع فكرة مهرجان روتردام للفيلم العربي.
وأشار عبدالفتاح إلى أن الشعب الهولندي يقدر إبداع سيد درويش، ففي احتفال الهولنديين بعيد العمال هذا العام، رددوا أغنية “الصنايعية”، وشبه عبدالفتاح سيد درويش بالفنان التشكيلي الهولندي أشر الذي تشتهر أعماله أكثر من اسمه.
كما شهد اليوم الثاني للمهرجان ندوة حول صورة المرأة في السينما العربية، أدارتها الإعلامية المغربية فاطمة النوالي، وشارك فيها الفنانات داليا البحيري وهنا شيحة من مصر، ونسرين الراضي من المغرب.
وفي بداية الندوة عرض فيلم قصير من أحداث فيلم “النهاردة يوم جميل” بطولة هنا شيحة وأحمد وفيق، وهو الجزء الخاص بقية الإغتصاب الزوجي الذي تعرضت له بطلة الفيلم، وتضمنت الندوة حوارا مفتوحا مع الجمهور حول التحديات التي تقابل النساء العاملات في السينما في المنطقة العربية، وتحدثت الممثلات الثلاثة عن تجاربهن في هذا السياق.
طنجة الأدبية