في اطار برنامجه الخاص بالمعرض الدولي للكتاب الذي نظم مؤخرا بالرباط، نظم المجلس الأعلى للتربية والتكوين مائدة مستديرة، حول “إشكالية المدرسة والثقافة”، بمشاركة مجموعة من الباحثين الأكاديمين المهتمين بالشأن الثقافي والتربوي.
و استهل حسن المزداوي مستشار وزارة الثقافة مداخلته بعرص إشكالية حضور الثقافي في البرامج الدراسية، مسجلا أن الكتب المدرسية المقررة في البربامج التعليمية في المستوى الابتدائي. تبقى بعيدة عن غائيات المغربة وتامغرابيت التي ظهرت عقب الإستقلال وسنة 2011.
و سجل مستشار وزارة الثقافة، أنه في مقرر دراسي لسنة السادسة ابتدائي. لا يتجاوز عدد الكُتاب المغاربة في النصوص المتواجدة بالمقرر. نسبة 17 في المائة، مقارنة مع باقي الكتاب الآخرين المنحدرين من روافد ثقافية و هوياتية خارج جغرافيا و تاريخ المغرب.
و أضاف المزداوي أنه حتى داخل خانة هؤلاء الكُتاب المغاربة. لا تعكس التعدد الثقافي والهوياتي في المغرب، حيث تظل بعض الثقافات هامشية ومنسية، مشيرا الى أن الثقافة العبرية باعتبارها رافدا من الروافد الثقافية التي أقرها دستور 2011، يتم التعامل معها بشكل ملتبس أحيانا إن لم يكن بشكل إيديولوجي، ويتم الخلط بين العبرية والصهيونية والقضية الفلسطينية.
و شدد المستشار على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية بين باحثي وأكاديميي وزارة الثقافة وبين المكونات التعليمية في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والوزارة الوصية على القطاع من أجل تضمين المقررات المدرسية برامج تعليمية تعكس الثقافة المغربية بمختلف مشاربها.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة عرفت مشاركة عبد الجليل بوزوكار مدير المعهد الوطني لعلوم الأثار والتراث، وثريا ماجدولين شاعرة و باحثة، حسن نجمي شاعر و كاتب، و أحمد عصيد الباحث و الناشط الجمعوي.
طنجة الأدبية
المدرسة عموما هي حديقة النشء جمالا وثمارا وألفة… وبالنسبة للطفل فهي الأم الثانية لتعلمه ما لم يدرك… فبراءتهم تستدعي الثقة والحذر من اختراق هذا الكيان الفطري، والذي يلتقط أي شيء، في كل المراحل، من المهد إلى التكون، إعدادا لمستقبل يفرض نفسه، حيث ستحضر مسوليتهم حتما.