حديثاً عن “منشورات المتوسط-إيطاليا”، كتاب جديد للكاتب المغربي عبد العزيز الراشدي، حمل عنوان “جراح المدن” مصحوباً بعنوان فرعي هو: من درعة إلى شيكاغو”.
ينطلق الكاتب في كتابه هذا من مقولة: “أنا ابن العبور. الصحراء تغسل قلبي”، ومن قريته “الدرعة” المغربية، ويذهب حتى شيكاغو الأمريكية، وبراغ التشيكية، وبلجيكا، وغيرها… ثم يعود إلى المغرب، لينطلق مجدداً إلى القاهرة وهكذا…
يجري الكتاب بالتوازي بين مكانين وثقافتين؛ نص في الخارج: شيكاغو، ونص في الداخل: المغرب، نص في بلجيكا، ونص في الرباط، في محاولة لاكتشاف العلاقة بين ثقافتين: ثقافة المدن الأكثر نشاطاً واكتظاظاً (الخارج) وثقافة الصحراء المنبسطة التي لا اتجاه لها والمتكورة على نفسها (الداخل). في (الخارج) يتعرف على نفسه أكثر، وفي (الداخل) يتعرف على الآخر أكثر، في عملية من التبادل الثقافي والإنساني العميق التي تتيحها تجربة التعرف على المكان، بما يعنيه ذلك من التعرف، في الوقت نفسه، على الناس والثقافة.
أمكنة جديدة، وأناس جدد، وثقافات جديدة، نتعرف عليها في كتاب أدب الرحلات هذا، والذي أنجزه عبد العزيز الراشدي بكل ما يتطلبه هذا النوع الكتابي من رشاقة في السرد وبساطة في التعبير.
جاء الكتاب في 96 صفحة من القطع الوسط.
عن الكاتب: عبد العزيز الراشدي
الكاتب مغربي من الجنوب. صدر له: في القصة القصيرة “زقاق الموتى” 2004، و”طفولة ضفدع” 2005، و”وجع الرمال” 2006. في الرواية “بدو على الحافة” 2008، و”مطبخ الحب” 2012.
أما في أدب الرحلة فصدر له “سندباد الصحراء” 2014. تُرجم له إلى الأمازيغية والفرنسية والانجليزية والإسبانية والبلغارية. حصل الراشدي على العديد من الجوائز الأدبية منها: جائزة الشارقة العربية في الرواية، وجائزة ارتياد الآفاق في أدب الرحلة.
من الكتاب:
“سمَّيتُ ما أراه في المطار: غفوة الصيني. وبدتْ مثل عنوان رواية فاتنة، لن أكتبها يوماً. كان في قاعة الانتظار، ويبدو أنّ شيئاً ما لم يتيسَّر، فضاعت الرحلة، أو أُجِّلتْ، وكُتِبَ عليه أن ينتظر أبد الدهر في الترانزيت. حركة تثاؤب في عينَيْه المُطفأَتَيْن. عينان ضيِّقتان هما كلُّ الصورة. وجه مُتورِّم بالسهر وعينان ضيِّقتان، بلا حدود، تفيضان بالانتظار. الأحاسيس كلُّها تجمَّعت في العينَيْن المُتعَبَتَيْن اللتَيْن توشكان على الانطفاء، ثمَّ تعودان إلى الإشراق الخفيف. وفي تلك اللحظة، بدت لي القاهرة مدينة مُتعَبة. لا تنام، لكنّها تتثاءب باستمرار، ثمَّ تعود إلى اليقظة.” …
طنجة الأدبية