انطلقت يوم السبت 27 ماي 2023، في إطار أنشطة الدورة 12 لمهرجان مكناس للدراما التلفزية، عروض الأفلام بالقاعة الكبرى للمركز الثقافي محمد المنوني ابتداء من الثالثة زوالا بحضور عناصر من طواقمها الفنية والتقنية. كانت البداية بفيلم “شربيلو” (2022) لربيع شجيد، وهو عبارة عن كوميديا من إنتاج قناة “الأولى” من بطولة الثنائي إدريس شلوح ومهدي أزكري وإلى جانبهما نعيمة إلياس وعبد النبي البنيوي ونبيل عاطف ومنال أمين بلحاج… بعده تم عرض فيلم “كوكو لبنات” (97 دقيقة) لصفاء بركة، وهو دراما اجتماعية من إنتاج قناة “الأولى” وبطولة ابتسام العروسي وحمزة الطاهري بمشاركة سميرة هيشيكة وفضيلة بنموسى ورقية بنحمدو ومحمد الشوبي وبثينة اليعكوبي وحمزة قاديري وآخرين. الفيلم الثالث والأخير، الذي تم عرضه في السابعة مساء بحضور مخرجه إدريس صواب وبطله حميد الزوغي وكاتب قصته وحواره وسيناريوه ومشخص أحد أدواره الرئيسية زكريا لحلو، بالإضافة إل الممثلة خديجة عدلي، هو “المايسترو” (2023) من إنتاج القناة الثانية “دوزيم”، وهو عبارة عن دراما اجتماعية ونفسية تتمحور تيمتها حول مرض “الزهايمر” وما يرتبط به من معاناة بالنسبة للمريض وأفراد أسرته، وقد تألق في أداء أدواره الرئيسية ثلة من الممثلين والممثلات من بينهم حميد الزوغي وزكريا لحلو وسحر الصديقي وماريا للواز وعبد الله البكيري ولأول مرة أمام الكاميرا راقصة الباليه الشابة لينا قربال.
في تقييمنا الأولي لهذه الأفلام الثلاثة يبدو أن أقواها شكلا وموضوعا هو فيلم “المايسترو”، نظرا لتكامل عناصر التعبير فيه، فتصويره بكاميرا المبدع فاضل اشويكة كان جيدا وجميلا، على سبيل المثال، وإدارة مخرجه الناجحة للممثلين جعلتهم مقنعين للغاية، خصوصا القيدوم عبد الحميد الزوغي، الذي أرشحه للفوز بجائزة أفضل تشخيص عن دوره المتميز في هذا الفيلم. أما فيلم “كوكو لبنات” فهو فيلم محترم تميز باشتغاله على تيمة جديدة نسبيا تتمحور حول مواقع التواصل الإجتماعي وتأثيرها على حياة الإنسان من خلال الزوجين حليمة (إبتسام العروسي) وعلي (حمزة الطاهري) اللذين كان أداؤهما في هذا الفيلم مقنعا إلى درجة كبيرة. إلا أن فيلم “شربيلو” كان أقل إقناعا، شكلا وموضوعا، بالمقارنة مع الفيلمين السابقين نظرا لأحداثه المفبركة واعتماده المبالغ فيه على عنصر الصدفة للربط بين هذه الأحداث المفتعلة، التي يبدو أن الغاية منها هي الإضحاك والتسلية بالدرجة الأولى.
من مكناس: أحمد سيجلماسي