توصلنا من إدارة مهرجان رأس سبارطيل الدولي للفيلم بطنجة بالبيان التالي:
نظمت جمعية المرصد المغربي للصورة والوسائط بطنجة الدورة التاسعة من مهرجان رأس سبارطيل الدولي للفيلم، من 17 إلى 21 ماي 2023، بشراكة مع فاعلين خواص ومؤسساتيين، وذلك في إطار الترويج لجهة طنجة كوجهة سياحية ذات حمولة تاريخية وثقافية وسينمائية.
وقد عقدت الجمعية المنظمة يوم 16 ماي بقاعة مندوبية الثقافة بطنجة ندوة صحفية لفائدة المنابر الإعلامية بالجهة عرفت من خلالها بأهم محاور البرنامج العام للمهرجان وتفاصيله بغية إطلاع الجسم الصحفي على أنشطة كل يوم على حدة.
وبفضل الشراكات التي عقدها مكتب الجمعية مع شركائه، شرع في إطلاق فعاليات المهرجان يوم الأربعاء 17 ماي بصبيحة لفائدة تلاميذ وتلميذات أقرب المؤسسات التعليمية لمحيط سينما ألكزار العريقة عرض خلالها فيلم تحريك سلوفاني، اعتبارا لكون جمهورية سلوفاكيا حضرت هته الدورة تحت رعاية سفارتها بمدريد للمهرجان، وقد مثلها وفد رسمي مكون من خمسة فنانين وسينمائيين بالإضافة للقائمة بالأشغال الثقافية وسعادة السفير شخصيا، حيث شاركوا في فعاليات هذه الدورة الجديدة، الشيء الذي دفع هذا الأخير إلى التنويه بنوعية الأفلام المختارة وجمالية المدينة.
استمرت فعاليات المهرجان من خلال حضور إعلامي ومشاركة فاعلين محليين وشباب من مدن المملكة وضيوف المهرجان من سينمائيي المهجر، ببلجيكا وهولندا وفرنسا، كمؤطرين ومؤطرات للندوات والموائد المستديرة أو كنقاد أو مخرجي أفلام.
وقد أعطيت انطلاقة حفل الافتتاح بقاعة سينما الريف التي حج إليها جمهور غفير من عشاق الفن السابع ومن الداعمين وطلبة المعاهد وأصدقاء المهرجان وغيرهم. وقد شمل برنامج هذا الحفل عرض فيلم الدورة السابقة التي نظمت تحت عنوان “السينما والطبخ” وتكريم المخرج السينمائي المغربي حسن بنجلون مع عرض فيلم قصير حول مساره الفني، وتلى ذلك تقديم الوفد السلوفاكي الرسمي ومرافقيه كما تلا ذلك مباشرة عرض الحصة الأولى من أفلام المسابقة الدولية القصيرة، بمشاركة دول من أوروبا وآسيا وروسيا، وفي الختام كان للجمهور موعد مع “وجوه من العالم” كأشهر فيلم وثائقي حول تاريخ وهوية سلوفاكيا.
شهدت قاعة سينما الريف يوم الجمعة 19 ماي صباحا لقاء مفتوحا على شكل ماستر كلاس مع المخرج حسن بنجلون تمحور حول أهم محطات مساره في الإنتاج والإخراج والكتابة، أجاب من خلاله على أسئلة مدير المهرجان السيد عزالدين الوافي وأسئلة الجمهور الحاضر. وتلا ذلك لقاء مع منتجة ومهتمة بثقافة وتقاليد جمهورية سلوفاكيا قدمت من خلاله عرضا حول فنون الطبخ ببلادها مركزة على أهم الأطباق التقليدية ومكوناتها. واختتم برنامج هذه اللقاءات بجلسة خاصة مع ممثلة الفيديرالية الإسبانية للمخرجات الإسبانيات بمدريد، التي سبق لجمعية المرصد المغربي أن عقدت معها اتفاقية شراكة بغية تبادل وجهات النظر من أجل تعزيز فرص التعاون في مجال الإنتاج المشترك بين الجارتين، وقد توج ذلك بعرض فيلم إسباني وفتح نقاش مع منتجته السيدة فاللي هيدالغو.
أما فترة المساء فقد شهدت إطلاق المسابقة الرسمية الخاصة بأفلام الشباب، التي تلاها عرض أفلام الحصة الثانية من أفلام المسابقة الدولية. وبالتزامن مع ذلك شهد رواق كونيل معرضا للفنانين السلوفاكيين حضره سعادة السفير ووفد يمثل الجمعية المنظمة، حيث تم الاتفاق على جعل سلوفاكيا تسلم مشعل الدورة لضيف السنة المقبلة وهكذا دواليك، علما بأن الإعلان عن تيمة الدورة القادمة ودولة الشرف سيتم الإعلان عنهما في بيان لاحق.
تجدر الإشارة إلى أن القاعة العريقة للمفوضية الأمريكية احتضنت ثلاثة أنشطة توزعت بين الندوة الرئيسية للدورة حول “التراث والهوية والسينما”، التي شارك فيها كل من الكاتب والفاعل الثقافي رشيد تفرسيتي والأستاذة الجامعية بكل من الإمارات وجامعة السربون بباريز مريم عجراوي والمهندس والأستاذ المحاضر يوسف بروحو، والعرض الذي قدمه المدير الفني الإسكندر باجون حول تاريخ وراهن السينما السلوفاكية، وتوقيع كتاب “فن الطبخ المغربي” لمؤلفه صلاح شقور.
وشهدت قاعة سينما الريف بساحة 9 أبريل التاريخية وقائع حفل الاختتام حيث تم الإعلان عن الفائزين بجوائز المسابقة الدولية من خلال التقرير التالي:
اعتبارا للأهمية الكبرى للسينما والدور الذي تقوم به في التربية على التحليل والتثقيف الفكري والمعرفي والتوعية بمكامن الجمال الفني والإنساني، فنحن هنا للمساهمة في تفعيل هذه العناصر وجعلها أقرب للمتلقي بمختلف فئاته وأعماره من خلال هذا المهرجان، باعتباره جسرا رابطا بين الأفلام وصناعها و الجمهور التواق الى المعرفة السينمائية والى متعة استكشاف تجارب فيلمية هاوية واحترافية مختلفة ومتنوعة، قادمة إليه من مختلف دول العالم، فلا يسعنا في البداية كلجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة التاسعة من مهرجان كاب سبارطيل، مكونة من المخرج السينمائي المغربي حسن بن جلون رئيسا، ومن العضوين: المنتجة والممثلة السلوفاكية بييتا كرينش والناقد السينمائي فؤاد زويريق، إلا أن ننوه بمجهود إدارة المهرجان بكل أعضائها، في القيام بما يجب من الناحية التنظيمية وكذا سهرها على راحة الضيوف والسعي وراء توفير كل الأدوات والوسائل لتمر العروض السينمائية في أحسن الظروف، كما لا ننسى تحية الجمهور الطنجاوي الذي أظهر حسا فنيا راقيا من خلال متابعته المكثفة لكل الأفلام المعروضة.
أما فيما يتعلق بالجوائز، فقد تقرر بعد مشاهدة ومناقشة كل الأفلام المعروضة في المسابقة الرسمية ما يلي:
تنويه خاص بالفيلم الانجليزي “Dolapo is fine”، نظرا للمجهود الكبير الذي قام به طاقم الفيلم من حيث الاخراج والتصوير ومعالجة الموضوع.
جائزة التشخيص: حصلت عليها البطلة الرئيسية للفيلم الأنجليزي المنوه به، وهي جائزة واحدة جامعة، بغض النظر عن الدور رجالي أم نسائي، وقد استحدثناها نظرا للتشخيص القوي الذي تميزت به ممثلة هذا الدور البطولي.
جائزة السيناريو: فاز بها الفيلم المغربي الهولندي “Burka” لوحيد السنوجي لكونه اهتم بالنص وتميز بسلاسته وتماسكه.
جائزة الاخراج: ذهبت للفيلم الهندي “Wargo” نظرا لتضمنه رؤية اخراجية متميزة ولغة بصرية ممتعة.
الجائزة الكبرى: منحت لفيلم “ذاكرة للنسيان” من إخراج الهواري الغباري، الذي اكتملت فيه العناصر، كما أن جرأته في تناول موضوع من المواضيع المسكوت عنها جعلته أكثر تميزا من غيره، ومعالجته لهذا الموضوع تمت بأسلوب احترافي وفني من ناحية الإخراج والتشخيص والتصوير والسيناريو.
ولم يفت إدارة المهرجان أن تكرم أحد الإعلاميين المغاربة في شخص السيد خالد شطيبات الذي القى الأستاذ محمد علو كلمة في حقه وسلم له درع المهرجان.
وقد وجه الوفد السلوفاكي، باسم سفيره، كلمة شكر وامتنان لما قابله من حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة. كما وجه السيد المدير الفني كلمة شكر للداعمين ودعاهم لدعم المهرجان في عشريته الأولى التي سيحتفي بها السنة المقبلة. كما أكد السيد مدير المهرجان على ضرورة توفير ظروف ملائمة ومناسبة أكثر لتنظيم الدورة المقبلة وكذا توسيع دائرة الشركاء والداعمين، وذلك لضمان برمجة أكثر غنى وامتدادا في فضاءات المدينة ومنها فضاء رأس سبارطيل مستحضرا الحاجة الملحة للتأكيد على التربية على الصورة والثقافة السينمائية في المؤسسات التعليمية ومع باقي الشركاء فضلا عن الترويج الثقافي/السينمائي لمدينة طنجة باعتبارها قطبا سياحيا بارزا.
عن إدارة المهرجان: ع. و.