تستضيف الجامعة اللبنانية – الأميركية في بيروت معرض “رواد” الذي يستعيد ذاكرة 4 فنانين كانوا من أوائل المؤسسين للحداثة الفنية في لبنان بدأت مطلع القرن العشرين وامتدت عقوداً من الزمن.
يضمّ المعرض أعمالا لروّاد النهضة الفنية اللبنانية، التي تُعرف بـ”المدرسة الانطباعية اللبنانية“، التي بدأت ملامحها مع الفنان داود قرم أواخر القرن التاسع عشر وبرز من مؤسّسيها الأوائل حبيب سرور، واشتهرت منها أسماء عديدة، اختير 4 منها فقط للمعرض هم: عمر الأنسي، مصطفى فروخ، قيصر الجميل، وصليبا الدويهي.
وأول الفنانين الذين يستعيد المعرض تجربتهم هو عمر الأنسي المولود في بيروت سنة 1901، وهو الذي ساعد على خلق الرسم الأيقوني اللبناني، فرسم المناظر الريفية متأثراً بثقافته العميقة المتأتية من نشأته في عائلة متعلمة تجمع بين علم الصيدلة والسياسة والفن التشكيلي. وهو يعد أيضاً من الأسماء الشهيرة في المدرسة الانطباعية اللبنانية.
ومن الفنانين المشاركة أعمالهم في المعرض مصطفى فروخ، وهو من مواليد بيروت سنة 1901، تخصص في أكاديمية “ريجيا” للفنون الجميلة في إيطاليا، وتخرج فيها سنة 1927، ثم انتقل إلى باريس لينغمس في تيارات الفنون المنتشرة على يد بول أميل شاباس، وجان لويس فوران، وأمثالهما. وخلال وجوده في أوروبا، عرض فروخ أعماله في صالونات باريس، كما سافر إلى إسبانيا ليكتشف شغفه في فن العمارة الأندلسي. وكل ذلك انعكس على أسلوبه الفني.
شملت مواضيع أعماله العمل والجسد البشري والتأمل، كما ركز اهتمامه على الطبيعة، على غرار الانطباعية الأوروبية، فكانت طبيعة لبنان رافداً أساسياً لأعماله.
أما ثالث الفنانين المحتفى بهم، فهو قيصر الجميّل المولود سنة 1898، وهو من الجيل الثاني للفنانين اللبنانيين الحديثين، تميّز برسم المناظر الطبيعية والحياة الساكنة، باستخدام الزيت أو الماء أو الباستيل. وقد تأثّر بالانطباعية الأوروبية التقليدية. ويعود للجميل الفضل في تأسيس البنية التحتية للفنون البصرية، كعضو مؤسس في “لجنة الصداقة للمتاحف والمواقع الأثرية” سنة 1923، ومن خلال تدريسه في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة سنة 1937.
أما رابع الفنانين الذين يستعيد المعرض تجربتهم فهو صليبا الدويهي (1915 – 1994)، والذي عرف بالرسم على الزجاج، حيث كان يرى أن الألوان على الزجاج أكثر توهّجا منها على “الكانفا”.
طنجة الأدبية-وكالات