في إطار الأنشطة الأسبوعيَّة لمجلس الإثنَين الأدبيِّ الثَّقافيِّ الَّذي أطلقته مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان في العام 2009، جرى في مركز المؤسَّسة ودار نعمان للثَّقافة بجونية لقاءٌ مع الوزير ورئيس الجامعة اللبنانيَّة الأسبق الدُّكتور عدنان السيِّد حسين حول موضوع “المُواطَنَة وفرَص تطبيقها في لبنان”.
بعدَ كلمة ناجي نعمان التَّرحيبيَّة بالضَّيف والحُضور، عرضَ الدُّكتور عدنان مسألةَ المُواطنة وإشكاليَّتَها في لبنان. وممَّا قالَه:
“المواطنة ليست مجرَّد شعور عاطفي إلى أرض الوطن، إنَّها، إلى ذلك، مساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، أي المساواة أمام القانون، وفي حماية القانون.
وأضاف: “في السياسة والاجتماع، لا بدَّ من الولاء للدولة أيًّا كان شكل نظامها السياسي. والمواطنون ليسوا مجرَّد رعايا، أو أفرادًا، بل هم متساوون في الحياة السياسيَّة الوطنيَّة. أمَّا في وطننا لبنان، فثمَّة أفراد يحملون الجنسيَّة اللبنانيَّة، فيما المواطنون لا يتساوون في حقوقهم وواجباتهم. وإذا كانت حريَّة المعتقد مطلقة في دستورنا، فلمَ الخشية من طغيان معتقد ديني على معتقد ديني آخر؟
ووجد أنَّ “المعضلة في الطائفيَّة السياسيَّة، وما تستتبعُ من محسوبيَّات ومحاصصة وزبائنيََّة، وهذا ما أوصلنا إلى هذا الدرك الخطير الذي نعيشه. وسأل: “ألا نخجل من توزيع الرئاسات الثلاث الكبرى بين ثلاث طوائف متفوِّقة في العدد؟ هل تهدَّد كيان لبنان مع رئيس أورثوذكسي أو رئيس بروتستانتي أيَّام الانتداب الفرنسي؟ هل تطييف الوظيفة العامة في الدولة مدخلٌ لبلوغ حقوق المواطن؟ وهل هناك طائفة أعرق من طائفة، أو أكثر علمًا، أو أكثر التزامًا بالوطنيَّة اللبنانيَّة؟
وانتهى إلى القول: “كفى بهتانًا، كفى عنصريَّة، ما نحتاجه هو دولة ذات نظام سياسيّ واجتماعي مدني، في ظلّ ولاء موحَّد للبنان الوطن ولبنان الدولة”.
وكانت مُداخلاتٌ من الدَّكاترة والعُمداء إميل كبا، وجوزيف أبو نهرا، وديزيريه صقَّال، وعقل عقل، وليليان قربان عقل، وجوزيف شرَيم، والأديبََين جورج مغامِس وشربل شربل، والمحامي جورج بارود، والسيِّدة ألين عضيمي فنيانوس.
طنجة الأدبية