بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، استضافت الصحافية إحسان بنبل، رئيسة تحرير ومقدمة نشرة الأخبار المسائية بالفرنسية على قناة “دوزيم”، السيدة فاطمة الشمالي، أرملة الممثل السينمائي والمسرحي والتلفزيوني المغربي والعالمي حميدو بنمسعود (1935- 2013)، وذلك ليلة الأربعاء 8 مارس 2023، ضمن مواد نشرة “آنفو سوار”، للحديث عن مشروع تحويل منزله بمدينة الرباط العتيقة إلى متحف فني وثقافي.
فعلى امتداد سبع دقائق من عمر هذا اللقاء تم تسليط الأضواء على الخطوط العريضة لهذا المشروع الفريد من نوعه بالمغرب، الذي يهدف إلى تعريف الجمهور المغربي والأجنبي بحميدو الفنان والإنسان من خلال ما ستتضمنه أجنحة هذا المتحف من صور له على امتداد مراحل عمره وقصاصات صحافية وعينة من ملابسه وباقي أغراضه إضافة إلى ملصقات أفلامه السينمائية وأعماله المسرحية والتلفزيونية وغيرها.
هذا المتحف، الذي انطلقت الأشغال به منذ مدة، من المحتمل أن تفتتح أبوابه في أواخر السنة الجارية أو بداية السنة المقبلة، تزامنا مع الذكرى العاشرة لرحيل الفنان حميدو، الذي شرف المغرب عالميا من خلال مشاركاته المتعددة في الأفلام السينمائية الفرنسية والأروبية والأمريكية والمغربية وغيرها منذ منتصف الخمسينيات من القرن الماضي. ففيلموغرافيته تتضمن عناوين عدة (أكثر من 50 فيلما سينمائيا) من قبيل “الحياة، الحب، الموت” (1968) للمخرج الفرنسي كلود لولوش، الذي عرف به عالميا، و”شمس الربيع” (1969) للطيف لحلو، الذي دشن به الإنطلاقة الرسمية للسينما بالمغرب، و”قافلة الخوف” (1977) لوليام فريدكين، الذي فتح أمامه أبواب هوليوود، وباقي أفلامه المغربية: “كوماني” (1989) لنبيل لحلو و”لالة حبي” (1996) لمحمد عبد الرحمان التازي و”قصة حب” (2001) لحكيم نوري و”أركانة” (2004) لحسن غنجة و”هنا ولهيه” (2004) لمحمد إسماعيل و”موسم لمشاوشة” (2009) لمحمد عهد بنسودة…
لن يقتصر هذا المتحف على تعريف الأجيال الشابة بأعمال الفنان حميدو فحسب، بل سيطلعهم على الصعوبات التي واجهته في بداياته الفنية وفي مراحل أخرى من حياته، وعلى جانب من معاناته، خصوصا بعد وفاة ابنه الشاب طارق، وعلى علاقته بالنساء: أمه وزوجاته الثلاث وبنتيه سعاد ونجمة، وذلك من خلال شهادات شخصيات عاشرته عن قرب أو احتكت به فنيا وإنسانيا، وعلى التكريمات التي حظي بها هنا وهناك وغير ذلك.
المعروف أن البدايات الفنية الأولى لحميدو بنمسعود، وعمره 17 سنة، كانت مع فرقة مسرحية تابعة لإذاعة “راديو ماروك”، تحت إشراف الرائد عبد الله شقرون (1926- 2017)، وفي سن 21 سافر إلى فرنسا لتحقيق حلمه في أن يصبح ممثلا كبيرا. وبعد تمكنه من اجتياز مباراة الولوج إلى كونسيرفاتوار الفن الدرامي بباريس وتخرجه منه بتفوق اشتغل لمدة ثمان سنوات مع فرقة الأوديون المسرحية الفرنسية، ومن هنا كانت بدايته الفعلية والحقيقية كممثل.
ظل حميدو متشبثا بمغربيته وبحبه لوطنه وملكه، ويمكن اعتبار مشروع تحويل منزله القديم إلى متحف بمثابة أجمل تكريم له من طرف زوجته وعائلته، والمفروض أن تحتضن مدينة الرباط بساكنتها ومسؤوليها وفنانيها ومثقفيها وغيرهم هذا المشروع لأنه مشروع الجميع.
أحمد سيجلماسي