العلاقة بين الأخوات كانت دومًا مادة دسمة على مر العصور، فقديمًا وجدت مكانها بين الأساطير وحديثًا في الروايات والأفلام، كما أن لها قدسيتها الخاصة في كل الديانات بدءًا من قابيل وهابيل، موسى وهارون، يوسف وأخوته وهي القصة التي أعيد صياغتها وتقديمها في مئات الأفلام، ورواية مثل الإخوة كارامازوف لديستوفسكي الذي قُدمت أيضًا في كل ثقافات العالم، حتى أن نجاح أفلام مثل Rain man لدستن هوفمان وتوم كروز استدعى اقتباسه في الفيلم المصري التوربيني.
ببحث سريع على الإنترنت سنجد نحو 100 فيلم عن الأخوات في العقد الأخير لعل أكثرها عزوبة فيلم ديزني وبيكسار Onward، وزاد القائمة في العام الماضي الفيلم الدرامي الفرنسي Our Ties لمخرجه رشدي زيم الذي قدم فيلمًا شديد التماسك عن علاقة الأخوة ففي الوقت الذي تنسحق فيه الأخوة أمام علاقات أكثر حميمة مثل الزواج أو الأب وابنه، يُعيد هذا الفيلم للأخوة وضعها كعلاقة شديدة الترابط في فيلم Our Ties أو “روابطنا”.
في الفيلم نرى رياض وموسى أخين في نفس العمر تقرييًا، يختلفان في كل شيء، الطبيعة الشخصية والحالة المادية والاجتماعية والوظيفية وكذلك نظرة كل من حولهم لهم فموسى ذو شخصية مضطربة وتزداد اضطرابًا بانهيار حياته العاطفية وتخلي زوجته عنه ولكنه في نفس الوقت محبوب من أسرته الكبيرة وفي عمله أما أخيه الناجح رياض فهو مذيع مشهور شخصيته صارمة، موصوم بالأنانية، ولا تقترب منه أسرته إلا لطلبه في مساعدة ينسى في أغلب الوقت أن يستجيب لها.
حدث واحد يغير كل هذا هو تعرض موسى لصدمة في رأسه تغير طباعه تمامًا ليتغير بعدها كل من حوله للأسوأ في تعاملهم مع مرضه، ما عدا أخيه رياض التي يتعامل مع مرض أخيه بطريقة مختلفة تكشف له الكثير عن نفسه، ومعها يبدأ الأخوأن رحلة لاكتشاف ذاتها وبعضهما ونكتشف معهما الطبيعة الخاصة لتلك الرابطة، الأخوة.
الفيلم من إخراج رشدي زيم وشارك في تأليفه مع مايوين، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من النجوم الحائزين على عشرات الجوائز وهم سامي بوعجيلة الفائز بجائزة سيزار الفرنسية كأفضل ممثل، النجمة الفرنسية مايوين الفائزة بجائزة لجنة التحكيم من مهرجان كان السينمائي والمرشحة للعديد من جوائز سيزار، رشيد بوشارب الفائز بجوائز من مهرجانات كان وبرلين ولوكارنو وسيزار، ورشدي زيم، وسوف يختتم فعاليات الدورة القادمة من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في مارس المقبل.
الأدبية