أصدرت دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع، مؤلَّفا جديدا للباحث سعيد بوخليط. العمل الحالي، ترجمة لإحدى كلاسيكيات الفكر الإنساني، التي خلفها إرث غاستون باشلار، تحديدا تلك المنتسبة لعناوين مشروعه المندرج ضمن سعيه صوب تأسيس مفاهيم جديدة للنص الأدبي، انتقلت بالأخير من السياق الخارجي نحو التمثُّلات الجوانية؛ وكذا رصد حضور تيمات معينة لدى هذا الشاعر أو ذاك، ودرجات تبلور تأملاته الشاردة حول عنصر كوني بعينه قياسا لباقي العناصر : الماء، النار، الأرض، الهواء.
يتعلق الأمر تحديدا، بالدراسة التي أنجزها باشلار بداية سنوات الأربعينات، تمحور موضوعها حول انسياب خيالات الشعراء والأدباء وجهة رؤى وأحلام الهواء. فتتشكَّل صور غير مسبوقة تماما، تحلِّق التأملات بعيدا جدا، يتعالى الوعي نحو هناك.
تضيف ترجمة سعيد بوخليط، الأولى لكتاب الهواء، لبنة أخرى إلى جانب اللبنات التي أرستها طيلة فترات أسماء أخرى، حاولت وضع منجز باشلار/ الناقد الأدبي؛ رهن إشارة القارئ العربي:
جمالية المكان (ترجمة غالب هلسا)، حدس اللحظة (ترجمة رضا عزوز وعبد السلام زمزم)، جدلية الزمن (ترجمة خليل أحمد خليل) ، النار في التحليل النفسي (ترجمة نهاد خياطة)، التحليل النفسي لأحلام اليقظة (ترجمة درويش الحلوحي)، التحليل النفسي للنار(ترجمة زينب الخضيري)، الماء والأحلام دراسة عن الخيال والمادة (ترجمة علي نجيب)، شاعرية أحلام اليقظة: علم شاعرية التأملات الشاردة (ترجمة جورج سعد)، شعلة قنديل (ترجمة خليل أحمد خليل)، لهيب شمعة (ترجمة مي عبد الكريم محمود)، لوتريامون (ترجمة حسن عجة)، الأرض وأحلام يقظة الراحة(ترجمة قيصر الجليدي)،الأرض وأحلام يقظة الإرادة (ترجمة قيصر الجليدي).
تضمَّن كتاب الهواء والرؤى دراسة في خيال الحركة، أربعة عشر فصلا، ومقدمة للمترجِم؛ استطردت في الإحاطة ببعض جوانب شعرية غاستون باشلار والثورة المنهجية التي أحدثتها. يطلعنا الفهرس على موضوعات متنوعة من أبرزها : شعرية الأجنحة، حلم التحليق، الخيال والحركة، نيتشه ونفسية الارتقاء، أعمال روبير ديزويل، السماء الزرقاء، الغيوم، السَّديم، الريح، الشجرة الهوائية، إلخ.
طنجة الأدبية