نظم مركز عبدالله العروي للبحث العلمي والإبداع بالشماعية، بشراكة مع مؤسسة دار الشباب بالشماعية، اللقاء الثقافي الثامن تحت شعار:(الترجمة جسر للتواصل الحضاري)،وذلك يوم السبت 4 فبراير 2023، بدار الشباب الشماعية على الساعة 16.
وكان ضيف هذا اللقاء الباحث والمترجم الأستاذ خالد المعزوزي(استاذ الترجمة بسلك التبريز بمراكش ).
تمحور اللقاء حول أسئلة الترجمة ورهاناتها، حيث عالج الضيف إشكالية تحديد المفهوم وعرض التعاريف المتعدد ،ليخلص إلى اعتبارها نشاطا فكريا يقوم على تحويل ونقل مضمون ما من لغة إلى لغة اخرى،مع التأكيد على أن الترجمة الرصينة تتجاوز نقل المضمون إلى نقل الأثر، لكونها عملية فهم وافهام، مما يفرض على المترجم امتلاك معرفة دقيقة بالثقافة إلى جانب اللغة.
ومما أشار إليه ذ.المعزوزي أهمية العولمة في ازدهار الترجمة في العالم المعاصر، وضرب أمثلة بحاجة الأمم المتحدة للترجمة وكذلك الإتحاد الأوربي والمنظمات الدولية ، وهذا يجعل من الترجمة راس مال ضروري في العصر الحديث، إلى جانب أهميتها تاريخيا وحضاريافي نقل ذخائر إنسانية من لغة إلى أخرى (مثل كليلة ودمنة والتحف الروائية الروسية و الشعر الانجليزي والفرنسي بالنسبة لنا، والفكر الرشدي بالنسبة للغرب).
وعن المترجم أكد الضيف أنه غير محظوظ، ولم ينل حقه،فهو مقيد أكثر من الكاتب الأصلي بما يسمى “شرط النتيجة”،أي عليه أن يحقق الفهم والإفهام.
وأشار ذ.خالد إلى أهمية امتلاك المترجم للمعرفة الفيلولوجية(والتي هي أوسع واعمق من فقه اللغة )ليحقق نموذج القارئ المثالي د/الكاتب المثالي(مع النسبية الضرورية). ومع هذا فإنه يتهم بالخيانة! ويصير الضيف إلى أن المترجم مفروض عليه التوفيق فهناك ظروف واحداث خارجية تفرض تفرض عليه(مثال:الخليج الفارسي/الخليج العربي و الإرهابي/الفدائي/الشهيد ).وختم ذ.المعزوزي تدخله بالإشارة إلى أهمية ترجمة النصوص التاريخية التي تفرض التحقيق والتصحيح والبحث في المصادر، وضرب مثالا بتجربة كتاب غاستون دوفردان” تاريخ مراكش من التأسيس إلى الحماية” الذي ترجمه بمعية محمد الزكراوي و صدر في طبعة أولى عن منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
تميز اللقاء بحضور نخبة من الأساتذة والطلبة وضمنهم كان الأستاذ خالد الطالب(استاذ الترجمة) والذي شارك في المناقشة بتوضيحات نيرة. وقد تفاعل الضيف بشكل جميل ورائع مع ملاحظات وتدخلات الحضور.
تم تسيير اللقاء من طرف ذة.نادية املية، و تكلف بحوار الضيف ذ.محمد عكرمة.
طنجة الأدبية