الرئيسيةأخبار“قصائد وموسيقى للأرواح.. في أرض الشعراء” في ليلة “نوافذ شعرية” لدار الشعر بمراكش

“قصائد وموسيقى للأرواح.. في أرض الشعراء” في ليلة “نوافذ شعرية” لدار الشعر بمراكش

مقام الأرواح

فتح الشعراء: علال الحجام وأمل الأخضر ومحمد الصابر، نوافذهم الشعرية في ليلة الشعر والشعراء والموسيقى، ضمن فقرة جديدة من “نوافذ شعرية” ليلة الجمعة 27 يناير بمقر دار الشعر بمراكش، لتواصل من خلالها الدار، الاحتفاء بشجرة الشعر المغربي الوارفة، ضمن برمجتها للموسم السادس. قدم الشعراء بصحبة فرقة بسمة للموسيقى الكناوية، برئاسة الفنان عبدالجليل قدسي، قصائدهم لأرواح الشعر المحلقة في سماء القصيدة، في ليلة شهدت حضورا لافتا لجمهور الشعر. موسيقى “كناوة” (موسيقى الأرواح) والتي صنفتها “اليونيسكو” (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة)، في قائمة “التراث الثقافي الإنساني اللامادي”، كانت حاضرة في ليلة “نوافذ شعرية”، والتي اختارت دار الشعر بمراكش أن تكون حوارا خلاقا بين أجيال القصيدة المغربية الحديثة، بتواشج مع عمق الجنوب على إيقاع موسيقى كناوة.. صوت الذات، وهي تصبغ كينونتها من خلال القصيدة، وأفق الكتابة وسؤال الوجود.

نافذة أولى.. “للغات جذور..”

حضر الشاعر علال الحجام (مواليد مدينة مكناس 1949)، والذي خط مسار تجربته الشعرية ابتداء من سبعينيات القرن الماضي، الى “نوافذ شعرية” حاملا معه طقوس “شعرية المعيش” وطفولته المتعددة. قرأ مقاطع مختارة من نص شعري طويل، يسبك من خلاله شعريات “المتاهة”، حيث نحن اليوم. صاحب ديوان “الحلم في نهاية الحداد” (1975)، إطلالته الأولى على المشهد الشعري المغربي، والذي تواصل من خلال إصداراته “من توقعات العاشق”، “احتمالات”، “ما لم ينقشه الوشمُ على الشفق”، “اليوم الثامن في الأسبوع”، “مَن يعيد لعينيك كحلَ الندى؟”،.. انتهاء ب”ما لم ينقشه الوشم على الشفق” و “صباح إيموري” و”مسودات حلم لا يعرف المهادنة”، أنهى قراءاته الشعرية بنص قصير حيث “صراخ الشاعر” ضدا على الصمت، في نقد مباشر لهذا الخراب الذي يحيط بالعالم.

 

نافذة ثانية.. “بإمكاني أن أنقذ العالم”

“أرض الشعراء” و”القصائد الغير المكتملة”.. هكذا اقتسم الشاعر محمد الصابر، في “نافذة شعرية” ثانية قرأ خلالها قصائد حديثة، مع جمهور الدار شجن الشعر ووجع الكتابة. الشاعر المقيم دوما في القصيدة ومجازاتها، آتيا من زخم القصيدة المحملة برؤى الاختلاف والتجاوز.. شاعر ينتمي لجيل “العبور”، ظل وفيا لنفسه الشعري والذي اختاره ولعا بقصيدة غير مكتملة، تبحث عن أرض الشعراء وعن “يباب”. يحلو للشاعر محمد الصابر أن يسم نفسه بالانتماء الى جيل “آخذ في التشكل، جيل قاطن في طيات الموج وفي حركة الرمال، جيل مسكون بالدنو من الشعر، الدنو من الشعر فقط..”.

نافذة ثالثة.. “رقصة الدراويش”

“غني أو ابكي سيان” “النافذة الشعرية الثالثة”، للشاعرة أمل الأخضر والقادمة من جيل التسعينيات، الحاملة لأسئلة الكتابة الشعرية وقلق اليومي. ولأنها شاعرة “غارقة في الحلم”، اختارت أن تقرأ نصا شعريا ب”سخرية مرة طافحة” في نقد صريح لهذه المفارقات. صوت الشاعرة أمل، والتي أطلت من ديوانها “أَشْبَهُ بي” (2012)، نافذتها الفعلية على عوالم الكتابة الشعرية المغربية.. لتواصل مع “يَـدٌ لا تُهادِن” (2021) و “عتبة تشايكوفسكي”(2022)، مسارا إبداعيا قادها لتحفر اسمها بين جغرافية الشعر المغربي، وهي تبحث دون كلل عن “قصيدتها المشتهاة”..

قصائد وموسيقى للأرواح

فقرة نوافذ شعرية، والتي فتحتها الدار منذ التأسيس، فقرة خاصة بأجيال القصيدة المغربية، في انفتاح بليغ على تجاربها وحساسياتها.. وهي فقرة ظلت تحتفي برموز الشعر المغربي، من رواده الى معاصريه. ولأنها لحظة، تفتح من خلالها دار الشعر بمراكش سنة جديدة، فقد اختارت من معين هذه الشجرة المعطاء بعضا من رموز الحداثة الشعرية المغربية.. أصوات شعرية تنتمي لتربة القصيدة، في تجسيرها لأفق تجربتها وعوالمها على المشترك الإنساني. بهذا الوعي ظلت الدار تفكر في برمجتها الشعرية والثقافية، في قدرة فقراتها أن تشكل ديوانا مصغرا من راهن الشعر وأسئلته. وبفضاء دار الشعر بمراكش والكائن بالمركز الثقافي الداوديات، التقي الشعر وصوت الجنوب .. القصيدة بموسيقى الشجن، ليشكلان معا نبض لحظة شعرية مائزة بامتياز.

احتفت فقرة “الديوان” بالإصدارات الشعرية والنقدية الجديدة للشاعرين أمل الأخضر وعلال الحجام، وقعت الشاعرة أمل الأخضر إصدارها الشعري الجديد “عتبة تشايكوفسكي”، والصادر عن بيت الشعر في المغرب، بينما ختم باب “النقد الشعري” لحظة التوقيع للشاعر والباحث علال الحجام، احتفاء بكتابه النقدي “خمائل في أرخبيل: قراءة في خطاب الميتالغة عند أدونيس” والذي ينضاف الى حفرياته في الشعريات العربية كان قد استبقها بدراسته “تحولات تموز في شعر محمود درويش”.

 

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *