بعد عقود من العطاء الغني في البحوث الاجتماعية، رحل أستاذ علم الاجتماع والباحث الفلسطيني إيليا زريق، الذي يعتبر أحد أبرز المفكرين والأكاديميين وروّاد علم الاجتماع في العالم العربي، عن عمر ناهز 84 عاماً.
ولد زريق سنة 1939 في مدينة عكا. حصل على شهاداته العليا من كندا وبريطانيا، حيث درس الماجستير من جامعة سيمون فريزر في كندا (التي توفي فيها)، والدكتوراه من جامعة إسكس في بريطانيا. فيما عمل سابقاً أستاذاً في “معهد الدوحة للدراسات العليا”، وباحثاً زائراً في “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في الدوحة، كما شغل منصب أستاذ علم الاجتماع في جامعة كوينز في أونتاريا (كندا) إلى حين وفاته.
تمحورت دراسات زريق، على مدار العقود الماضية، حول تاريخ الاستعمار الصهيوني في فلسطين، وسوسيولوجيا المجتمعات الاستيطانية الكولونيالية، وأنماط المراقبة.
في العام 2005 كان أول من شغل مقعد “اليونسكو” في البحوث التطبيقية. وفي العام 2008 نال “جائزة فلسطين” لمساهمته في دراسة علم الاجتماع، وتسلّم الجائزة من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
له العديد من الدراسات في علم الاجتماع والرقابة والسيطرة، وسوسيولوجيا العلوم، وكانت آخر مساهمته دراسة بعنوان “صعود العلم العربي الإسلامي وتراجعه”، كما أنّه بقي على تواصل مع “مؤسسة الدراسات الفلسطينية”، حيث ساهم في إنتاجها الفكري من خلال كتبه المنشورة ودوريات المؤسسة..
من أهم مؤلفاته: “الفلسطينيون في إسرائيل: دراسة في الاستعمار الداخلي” (1979)، “سوسيولوجيا الفلسطينيين” (1980)، “الرقابة والاستعمار والخصوصية” (1996)، و”الديموغرافيا والترانسفير: طريق إسرائيل إلى المجهول” (2003).
وعلى الرغم من مغادرته فلسطين منذ أكثر من 50 عاماً، فقد بقي إيليا زريق منشغلاً بها من الناحية البحثية، كما أنه استمر في زيارتها طوال هذه السنوات، وقدّم فيها عشرات المحاضرات.
طنجة الأدبية-وكالات