واصلت دار الشعر بمراكش، خلالها موسمها السادس، تنظيم ورشات الكتابة الشعرية الموجهة للأطفال واليافعين والشباب وعموم المهتمين. وشكل تنظيم برنامج “الأبواب المفتوحة”، مطلع الموسم الجديد (شتنبر 2022)، محطة أساسية للقاء المباشر وتسجيل المرتفقين والمرتفقات الجدد، وكذا الاطلاع على نتائج تقويم الموسم الخامس (2021/2022). وتم وضع رؤية جديدة تراهنُ على تجويد نِتاجات المرتفقين/ات، بتنويع الموضوعات، وترسيخ تقنيات الكتابة المجدِّدة. ويمكن إيجاز هذه الرؤية في المحاور التالية:
ترسيخ مكتسبات المواسم السابقة التي أشرف عليها كل من ذ. محمد مراح، والباحث الدكتور محمد الطحناوي (والذي توج هذه السنة بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي)، وذة. بشرى تكفراست (رحمها الله)، وذ. رشيد منسوم، وذ. السعيد أبو خالد وقد همت: (العروض والقافية، والمكونات البلاغية، وإنتاج نصوص شعرية…)، كما أشرف الشاعر والناقد الدكتور عبداللطيف السخيري على تنويع طرق ووسائل العرض والاشتعال: نصوص مطبوعة، عروض ppt، أشرطة مسموعة، فيديوهات…، مع التركيز على تقنيات الكتابة الشعرية: (عن كتابة الشعر: وصاياهم، أنا الشاعر وكتابة الذات: (التطريز، الهروب نحو الذات، سيرة الفقد، مرايا الذات (قدمت ضمن فعاليات المعرض الجهوي للكتاب بمراكش/ فضاء الكتبية التاريخي)، بويتوغرافيا الذات، العزلة وحلم اليقظة، غرفة الشاعر)، بناء الصورة الشعرية: (التشبيه البليغ، القصيدة الكاليغرافية: من الصورة الشعرية الى الإدراك البصري، التشبيه التمثيلي)). الى جانب الجمع بين التقنيات المذكورة وموضوعات/ تيمات خاصة تكون موضوعاً للتحليل، ثم موضوعاً لإنتاج نصوص باستثمار التقنيات المذكورة.
وضمن اللقاءات المفتوحة، والتي تنظمها دار الشعر بمراكش للمرتفقين والمرتفقات، تم تنظيم لقاء مفتوح مع الشاعر العربي حسين حبش، المقيم في ألمانيا (9 دجنبر). كما واصلت ورشات الكتابة الشعرية، ضمن فعاليات موسمها السادس، التنويع في نصوص الانطلاق من حيثُ العصور والحساسيات الشعرية، وأشكال الكتابة …، الى جانب المزاوجة بين الكتابة الإبداعية، وتقنيات الصوت والإلقاء من خلال ورشات تطبيقية لتقنيات الإلقاء الشعري مع الشاعر والإعلامي مصطفى غلمان. وهي إضافة اختصت بها دار الشعر بمراكش، ابتداء من الموسم السابق.
شاعر في ضيافة الأطفال: الموسم السادس لورشات الكتابة الشعرية للأطفال واليافعين
وحدهُ الشعر يحتفي برواده أطفالاً وشباباً.. فقط لأنهم يبحثون عن ذواتهم فيه، وعن الجمال والخيال خلف أقنعة الواقع الصَّلد.. وقد كان أنَّ طريقَ ذلك البحثِ تناثرتْ فيه آثارُهم كلماتٍ وقصائدَ تدلُّ على أن المارّين من هُنا يسيرون نحوَ الغواية بكامل ألقهم، منذُ خمسة مواسمَ.. وهذا السادس بدأت ثمارُهُ أنضجَ، وبراعمُه المُتَفَتِّقاتُ-باخضرار وعودها– أخصبَ..
ومن جهة أخرى، واصلت الدار زَرع بذور الجمال في قلوب الأطفال، باعتبارهم براعمَ في شجرة الشعر الوارفة، وفراشاتِ الكلمةِ الواعدة، يكتبون بدهشة الطفولة التي هي أصلُ الشعر، ومنبعُه الأصيل. وَسَمْنا تلك اللحظاتِ ب:”شاعر في ضيافة الأطفال”، هذا الموسم تعهَّدت الباحثة الأستاذة فاطمة الزهراء وراح هذه البراعم من خلال محاور واختياراتٍ كتابية تلائم ميولهم، وتخطو بهم في أفياء الكلمة الظليلة.
كما واصلت دار الشعر بمراكش، ضمن الموسم السادس الانفتاح على نقط القراءة التي تتاخم مدينة مراكش، ليرحل الشعر خارج المدينة، ويكون لأطفال الهوامش حظُّ في الإبداع، ومراودة الكلمات. وهكذا، انضافت إلى المؤسسات التعليمة بمراكش: (مؤسسة التفتح الغزواني، دنيا العرفان، مؤسسة نُهى، مؤسسة المعالي، إكسيل أكاديمي)، نقطةُ القراءة بواحة سيدي ابراهيم، ونقطةُ القراءة بالمكتبة الجماعية تيديلي مسفيوة، ونقطة القراءة بالمكتبة العمومية النخيل، تحت تأطير الشاعر عبد اللطيف السخيري ومنى عبدالسلام لعرج، اللذين نوَّعا من اختيارات الاشتغال. ويمكن تقديم هنا، بعض أقانيم وتنويعات تقنيات هذا الاستنبات: (الطفل الشاعر: أنا ما أحلم به، القصيدة المحترقة، أحب.. لا أحب، القصيدة السؤال، ورشة الشعر والخط (احتفاء باليوم العالمي للغة العربية)، مفهوم الشعر ومصطلحات مهمة، التشبيه وصف صورة، المعجم وإنتاج نص (فصل الشتاء)).
ورشات الكتابة الشعرية لدار الشعر بمراكش، استراتيجية قرائية تسهم في استنبات قيم الشعر والتحسيس بالفعل القرائي وتنمية مهارات وقدرات الإبداع، لدى الفئات العمرية (الأطفال واليافعين والشباب). استراتيجية تتمم أهداف الدار، ومنذ تأسيسها، سنة 2017 بموجب بروتوكول تعاون بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة، في ترسيخ حضور الشعر في المشهد الثقافي المغربي والعربي والكوني، وفي التقعيد لقيم الشعر الإنسانية ضمن المنظومة المجتمعية.
طنجة الأدبية